DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قصص سعاد عسيري.. صراط الأحلام وحلم المناهج الدراسية

قصص سعاد عسيري.. صراط الأحلام وحلم المناهج الدراسية

ينبغي أن نقرر منذ البدء أن النقد عملية تواصلية بين الناقد ونصوص المنقود، فإذا قرأ الناقد أكثر من عمل من نتاج المبدع فإن ذلك أدعى إلى تحقيق المثالية للنصوص المدروسة، فالعلاقة بين الناقد والنص علاقة تفاعلية، وأنه كلما زادت قراءة الناقد لأكثر من نص للمبدع نفسه بات اتجاهه واضحًا جليًا، واستطاع إطلاق أحكام أقرب إلى اليقين.

وأزعم أني قرأت للقاصة سعاد عسيري أكثر من نص، وفي كل نص تبدو لنا مرتدية ثوبًا جديدًا، فلا نص يشابه آخر، من حيث بنيته أو موضوعه، فهي لا تكرر نفسها بل تسعى في كل نص إلى تقديم شيء جديد، يختلف عن سابقه ولاحقه. نتيجة تراكم التجارب واكتساب مقدرة فائقة تدهش القارئ وتخلبه.

القاصة سعاد عسيري - اليوم

بناء إبداعي متقن يقوم على المفارقة

القصة القصيرة جدًا عند سعاد عسيري بناء متقن يقوم على المفارقة والاقتضاب، وإرباك المتلقي، وطرح قضايا اجتماعية مثيرة كالطفلة التي تعيش الآلام والفقر، وتعاني شظف العيش، وتقبل على الحياة راضية مبتسمة، لأن الناس أخبروها أن النعيم المقيم في الجنة، وليس في الأرض غير الشقاء، كأنها تشير إلى الدور المجتمعي للنهوض بأطفال الشوارع، وهي ظاهرة تدل على وعي معرفي بقضايا الأوطان الاجتماعية.

وفي سبيل عرض القصة تحاول إرباك المتلقي وإدهاشه بأسلوب قائم على المجاز والاستعارات «بقدميها النحيلتين تسير فوق شوك يدمي قلبها، تلحق ظله في غابة مظلمة، أشجارها ذات أغصان شائكة، لا تثمر غير بذور فاسدة»، وهي صورة قاتمة لحياة طفل الشارع، صورة سوداوية نابعة من أثر الإهمال وعدم الرعاية، وتغييب دور المجتمع في الحفاظ على ثوابته الراسخة، بل إنها تلقي باللوم على من أخبروها «أن الجنة هناك في الأعلى حيث الخضرة، والجمال، والحياة الخالدة»، وهنا تحدث الصدمة الغاضبة، والإرباك المشار إليه آنفا.

الناقد الأدبي د. أحمد فرحات - اليوم

قصص تربوية تسهم في النهوض بأبناء المجتمع

القاصة أبدت في قصتها دفئًا للمشاعر الحميمة بينها وبين شخصيات قلقة كأطفال الشوارع، وقدمتها نموذجًا في الجمال، مع حضور التنوع الجمالي في الأسلوب "شعرها الأسود منسدل على ظهرها،خصلاته تنساب على جبينها، وهي تتراقص بهدوء على موسيقى أنفاسه الخفيفة، محلقة فوق روائع بساتين الأحلام، تتسارع الخطى، تضطرب، تفقد إيقاعها المنتظم، تتعب من مقاومة الغدر الذي يلهث وراءها."

واستنادًا إلى ما سبق فإنني أرشح قصص سعاد عسيري للدراسة في مناهج التعليم العام، فهي قصص تربوية تسهم في تقويم العادات السيئة للمجتمع الذي يرغب في النهوض بأبنائه.

*ناقد أدبي