على نمط ثقافة المرشد خامنئي وجهوده لتسطيح عقول الإيرانيين، تنفذ ميليشيا الحوثي خطة خبيثة مماثلة، تقضي بتجهيل اليمنيين، ليسهل التأثير عليهم وشحنهم بخرافات وخزعبلات بلا مقاومة فكرية.
تعدى خطاب الحوثي بروبغندا الاصطلاحات الضحلة المضحكة مثل «الحرب السعوأمريكية» إلى هجوم جاهلي لتأصيل السطحية بإدراج شعر «مقاهي قات» في المناهج الدراسية.
وتجاهلت ميليشيا الحوثي نجوم الشعر والأدب اليمني اللامعين في التاريخ العربي، لتدرج شاعر الميليشيا معاذ الجنيد في مناهج التعليم. ويشتهر الجنيد عند اليمنيين بلقب «شاعر تهاني» وقصيدته «الحلمنتيشية»:
أنا مسجل رقمها باسم مروان / واسمي بهاتفها مسجل «تهاني»
وواضح أن القصيدة «كيماوي» فكري، كتبت لتنال إعجاب مراهقي الأزقة وطلبة المدارس المتوسطة وليس لنيل الخلود في المناهج الدراسية.
وهذا النوع من العبث يجد فيه الحوثي ضالته، لتحجيم تفكير اليمنيين، وإشغالهم بهذا النوع من الشعر الضحل، إذ الميليشيا، بطبيعتها، تعادي كل أدب يثري الفكر ويحرك الوجدان ويترك أثرا.
وهذا ليس غريبا، فالحوثيون نسخة من النظام الشمولي المتخلف في إيران الذي يجتهد كبار مسئوليه في إنتاج خزعبلات وتبجيلها وتوصية الشباب باعتمادها منهجا حياتيا. وكذلك يفعل أمين حزب الله اللبناني حسن نصرالله، الذي يدلي بخطابات حلمنتيشية عاطفية وأوهام.. صراخ وتهديدات ومشاجرات ونفخ للذات ووعود خيالية.
ولم يخترع الخمينيون ولا الحوثيون هذا النمط من المصادرة الفكرية، بل هو نهج تاريخي للأنظمة الشمولية التي بطبيعتها، تعادي التفكير وتحارب العقول الذكية. وأبدع الروائي الإنجليزي جورج أرويل في تصوير الأنظمة الشمولية في رواية «1984»، إذ يضيق رئيس النظام الشمولي «الأخ الأكبر» ذرعا باتساع تفكير الناس وتدقيقهم في خطاباته ووعوده ونهج نظامه، فيقرر تصميم خطة لتحجيم التفكير وتسطيحه، لهذا أمر بتأليف لغة جديدة، تلغي المفردات المبدعة، وتخترع مفردات عشوائية سطحية، بدمج كلمات، فتنتج لغة بلهاء يتلقاها الناس بلا تفكير لأنها غير قابلة للتحليل والمعنى. وبذلك تضمر ملكات الإبداع وذكاء الناس، ويتسطح تفكيرهم، ليتمكن النظام من نشر خزعبلات في أوساطهم والتأثير عليهم عاطفيا ويصبح من اليسير عليه قيادتهم ويبادلونه طاعة عمياء.
* وتر
اليمن.. آية الله.. ونجمة التاريخ..
إذ تشمخ ذرى عيبان
تعانق الغيوم..
والسماوات الزرق.. وشروق الشمس..
@malanzi3