@FofKEDL
نتأثر بالمحيط كثيرا، ومحيطنا في الوقت الحالي مليء بالسلبيات والإيجابيات المتداخلة. والتي أحيانا - يجذبنا تداخلها لأننا لا نريد معرفة مستوى حقيقة مميزاتها أو آثارها بمختلف أنواعها. ووسائل التواصل الاجتماعي بمحتوياتها حسنت ودمرت بعض صور الرذائل والفضائل. والاستعراض الجسدي على سبيل المثال يخالف الفطرة السليمة التي لم تسلم من فساد بعض الأنفس في طمس الفضائل ورفع شأن الرذائل. وهنا، نتوقف لنتأمل قوة التأثير الحاصل على ما نراه علنا من تحسين صورة الكذب والخيانة وكل ما يفسد الأخلاق ليكون صاحبها مؤثرا بحماقة شهرته.
من المفترض أن يعيش الإنسان بسلام مع ذاته، بعد أن يحقق معادلة الحياة والمتمثلة بالعطاء الروحي والمهني والاجتماعي والوطني. والثقة بالنفس تعتبر محفزا لتحقيق المعادلة المطلوبة، ولكن تختلف مستويات الثقة بالنفس بناء على تحقيق القيمة الذاتية لأصحابها. وفي الوقت الحالي، يعاني البعض من قوة تأثير مشاهير الفساد الذين يسترزقون على حساب تحطم المستوى النفسي والمادي والاجتماعي لجماهيرهم.
يفقد البعض وتدريجيا، تلك المبادئ التي نشأ عليها والقيم التي رسخت فيه منذ الصغر. وذلك بعد أن سلم عقله وقلبه إلى الأكاذيب والفتن التي يروج لها مشاهير المادة، فالتأثير الحاصل يقلل من مستوى التقدير لذواتهم. فالحياة الاستعراضية من قبل بعض المشاهير والأقنعة المزيفة والمواضيع السطحية والنصائح والمواعظ المغلوطة، فضحت عقول أصحابها. ولكن ما زال البعض يصدق ويتأثر حتى يصل إلى مرحلة العزلة والاكتئاب أحيانا - ونقص الثقة بالنفس إحدى نتائجها، مع الأسف.
فالغيرة غير المتزنة تؤدي إلى الحسد والذي بدوره يتراكم حتى يتبلور إلى حقد متمركز في النفس، وكل هذه المشاعر السلبية تتفاقم إذا تناقصت الثقة وقلت نسبة القناعة في النفس البشرية. وهذا يفسر التخبط في المحتوى المقدم من بعض المشاهير، ويفسر كذلك الخلافات في العلاقات بأنواعها والثغرات العاطفية عند البعض. ومع انتشار الكراهية والضغينة والممارسات الداعمة لتأجيج الفتن، أصبح من الصعب أن يحافظ الإنسان على القيمة الفعلية الصالحة والتي نشأ عليها.
بعيدا عن اللوم وتكرار طرح المشاكل وحلولها، ولكن التذكير منفعة ومن يسعى لتحقيق الحق فمن واجبه أن يذكر. فالعقلاء تكون رؤيتهم -عادة- بعيدة المدى ويراعون فيها تغيرات الزمان والمكان، لذلك تجدهم متمكنين فكريا من استقبال أو تجاهل ما يسوق له المشاهير من تفاهات. ولكن يبقى الجهلاء منشغلين بالمتابعة حتى تناسوا أنفسهم وواجباتهم ودورهم وقيمتهم في الأسرة والمجتمع. فالجهل ليس عيبا، ولكن الاستمرار في ظلامه بعد العلم به يسقط صاحبه وإن ادعى العلو والقوة.