تُعتبر المراصد الحضرية، بمستوياتها المختلفة (الوطنية والإقليمية والمحلية)، من الآليات المهمة المتبعة لرصد وتوثيق وتحديث إمكانيات واحتياجات المجتمع، وخصائصه الاجتماعية الاقتصادية في قاعدة معلومات منظمة ومفهرسة؛ لتوفير البيانات بصورة دقيقة وسهلة؛ لمساعدة متخذي القرار في رسم السياسات والبرامج والخطط التنموية؛ لرفع جودة الحياة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي خبرٍ سار، أُعلن الأسبوع الماضي عن اعتماد المرصد الحضري بالمنطقة الشرقية كعضو في شبكة المرصد الحضري العالمي (GUO-Net)، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، والتي تشرف على مجموعة من المراصد الحضرية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، رغم حداثة نشأتها. كما أن هذا الإنجاز يُكلل الجهود الحثيثة والمتواصلة للمملكة نحو التحوُّل الرقمي. هذا الإنجاز الكبير للمرصد الحضري بالمنطقة الشرقية يتيح له التواصل مع المراكز الحضرية العالمية، والاستفادة من تجاربها وخبراتها، وبما يجعله أكثر كفاءة في إنتاج البيانات والمعلومات الحضرية، والوصول إليها واستخدامها؛ لدعم تنفيذ إستراتيجيات التنمية الحضرية، والأجندة الحضرية العالمية وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأهداف التنمية المستدامة ذات الصلة (SDGs)، واتفاقية باريس بشأن تغيُّر المناخ والأجندة الحضرية الجديدة.
وقد شملت عملية الاعتماد تقييم عدد من الجوانب المهمة في عمل المراصد الحضرية، من حيث:
- دراسة الوضع الراهن للبيانات والمؤشرات الحضرية بالمنطقة، وتقييم آلية جمع البيانات وتحليلها، بالإضافة إلى تقييم الفريق الفني المشارك في أعمال المرصد.
- بناء الأهداف الإستراتيجية؛ لتفعيل وتشغيل المرصد ووضوح المخرجات، والتي من شأنها أن تساهم في تحسين إنتاج البيانات والمؤشرات الحضرية ومراقبة التنمية في المنطقة، ودعم اتخاذ القرار.
- خطة عمل المرصد الحضري، ومدى توافقها مع المعايير العالمية.
- بناء حوكمة المرصد الحضري، وتشكيل اللجان التوجيهية والفنية لتفعيل أعمال المرصد بمشاركة الجهات الحكومية وأعضاء من المجتمع (ممثلي أهالي المنطقة الشرقية).
- إعداد الإطار العام للمؤشرات الحضرية بالتوافق مع المؤشرات العالمية مثل أهداف التنمية المستدامة، بالاضافة إلى المؤشرات الوطنية والمحلية.
- إعداد الاستبيانات الخاصة بالدور المتوقع للمرصد، والأهداف المرجوة منه، بالإضافة إلى مدى استدامة الأعمال.
وأخيرًا وليس بآخر، نبارك الجهود المباركة للمرصد الحضري بالمنطقة الشرقية التابع لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، والتي تكللت بالاعتماد كعضو في شبكة المرصد الحضري العالمي (GUO-Net)، والتي سوف تساهم إن شاء الله في مزيد من الترابط والتنسيق بين مستويات الرصد على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي، وتدفع نحو المزيد من التعاون بين قطاعات التنمية ومؤسسات المجتمع المدني؛ لبناء قاعدة معلومات تنموية شاملة لرصد القضايا الحضرية في مراحل التنمية ومتابعتها، وإعداد الإستراتيجيات، والخطط والبرامج التنموية المناسبة لتحقيق رؤية المملكة 203 وأهداف التنمية المستدامة.