تساءلت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية عن الكيفية التي فازت بها أوكرانيا في حرب المعلومات.
وبحسب مقال لـ"تانيا جودسوزيان"، من العدل أن نتساءل عما إذا كانت عمليات الدعاية في الصراع الحديث أكثر أهمية من العمليات في ساحة المعركة.
حملة رائعة
تابعت المجلة: "إذا كان هناك أي شك في ذلك، فننظر إلى حملة الاتصالات الاستراتيجية الرائعة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا".
وأضافت المجلة: "مع احتدام الحرب في أوكرانيا، ليس هناك شك في أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الممثل والكوميدي السابق، قد استثمر الكثير من الجهد في عمليات الدعاية مثل المناورات التكتيكية في ساحة المعركة".
وأردفت: "تقبل وسائل الإعلام الغربية بشكل روتيني التقارير الأوكرانية الرسمية عن الخسائر في الأرواح والخسائر في المعدات التي تكبدتها القوات الأوكرانية، مع المبالغة في تقدير خسائر القوات الروسية وترديد مزاعم مسؤولي البنتاغون بشأن الهزيمة الروسية الوشيكة".
وأشارت إلى أن مستوى أهمية واستغلال معلومات ساحة المعركة من قبل الأوكرانيين كان ملحوظًا بكل المقاييس.
جذب الجمهور
تابعت المجلة: "ربما يأتي فهم زيلينسكي للاتصالات الاستراتيجية من خلفيته في صناعة الترفيه، حيث يكون جذب الجمهور أمرًا ضروريًا".
ومضت تقول: "مهما كان السبب، فقد شن زيلينسكي هجومًا معلوماتيًا مبكرًا، لا أحد يستطيع منافسة زيلينسكي في إيصال رسالة أوكرانيا، لقد كان غير مسبوق في استخدامه لأسلوب الإقناع، عندما طلب المساعدة من البرلمان البريطاني استحضر زيلينسكي ونستون تشرشل، ومع الكونغرس الأمريكي استحضر هجمات 11 سبتمبر، ومع الكنيست الإسرائيلي استحضر الهولوكوست.
ونبهت المجلة أن زيلينسكي لم يكن وحده في الترويج لصورة المقاومة الأوكرانية الشجاعة، حيث كانت خلفه آلة دعاية جيدة مبنية على الإعلان التجاري وسنوات من المساعدة الغربية.
آلة دعاية جاهزة
تابعت المجلة: "منذ عام 2014، وصفت العمليات الدعائية روسيا بأنها تخوض حربًا سوداء ضد أوكرانيا ذات الميول الغربية، عندما غزا الروس في فبراير 2022، كانت آلة الدعاية جاهزة، وكذلك كان زيلينسكي".
وأردفت: "لهذا الغرض، كان النشر الانتقائي للمعلومات وتنظيم نتائج ساحة المعركة أمرًا ضروريًا، كما هو الحال مع انتشار التغريدات على تويتر والرسائل الإلكترونية الجماعية ومقاطع الفيديو التي تعرض الدبابات المتفجرة والقوات الأوكرانية القوية والمدن التي دمرتها الفظائع الروسية".