قبل ساعات من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة إحاطة اليوم الإثنين حول الأوضاع في ليبيا، ذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصيات سياسية تسعى إلى طرح فكرة تشكيل حكومة جديدة على المبعوث الأممي الجديد تحظى بتوافق كافة الأطراف في شرق وغرب البلاد، فيما حذر سياسيون من هذا التوجه الذي يعيد جماعة الإخوان إلى الواجهة من جديد بالتنسيق مع قوى إقليمية.
وفي ظل اتساع الخلافات المحتدمة إثر رفض حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها تسليم السلطة في العاصمة طرابلس إلى الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، حذر سياسيون وبرلمانيون ليبيون ومختصون في الشؤون العربية في تصريحات لـ«اليوم» من خطورة تشكيل الحكومة الجديدة التي تسعى إليها جماعة الإخوان الإرهابية بالتنسيق مع قوى إقليمية.
علاقات «الإخوان» المشبوهة
عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي قال: تسعى جماعة الإخوان الإرهابية إلى تعميق الانقسام في ليبيا بطرح فكرة إقامة حكومة جديدة من شخصيات تثار حولها علامات استفهام واسعة بشأن علاقاتها الخارجية المشبوهة، الموجهة لإعادة إسقاط البلاد في فخ الفوضى والاضطرابات، ومن ثم الاقتتال الذي يشعل الحرب الأهلية مجددًا.
وشدد على أنه لا قيمة حقيقة أو تأثير لتشكيل حكومة جديدة في ظل تكليف البرلمان لحكومة منذ أشهر برئاسة فتحي باشاغا، مؤكدًا أن هذه الحكومة هي الشرعية المعترف بها، ولا توجد أي صفة قانونية لحكومة الدبيبة التي تحتمي بالميليشيات المسلحة وتختطف العاصمة طرابلس.
وأضاف التكبالي: علمنا في البرلمان بتفاصيل مخطط تعده جماعة الإخوان الإرهابية يتضمن تسهيل مهمة التدخلات الأجنبية في شؤون ليبيا، وحوت التقارير الأمنية والمخابراتية التي تلقاها المجلس معلومات خطيرة تمس الأمن القومي.
وقال إن جماعة الإخوان تسعى إلى إفشال حكومة باشاغا، بينما تؤيد بقوة استمرار حكومة الدبيبة في حال عدم موافقة المبعوث الأممي على تشكيل حكومة جديدة، نظرًا لتنسيق جماعة الإخوان مع الدبيبة فيما يخص منح دور مهم للقيادات الإخوانية بمؤسسات الدولة، فضلًا عن رغبة الجماعة في إقامة الانتخابات تحت مظلة حكومة الدبيبة، رغبة في تزويرها والحصول على أكبر مقعد في البرلمان الجديد.
عرقلة التسوية السياسية
السياسية الليبية عفاف الفرجاني ترى أن الليبيين ينشدون الاستقرار ولا يبحثون عن تشكيل حكومة جديدة، منتقدة الدعوات التي تطالب بعدم الاعتراف بحكومة باشاغا المكلفة من البرلمان، وأشارت إلى أن مجلس النواب الجهة الوحيدة المنتخبة بإرادة الشعب، مشيدة بدور الجيش الوطني في محاولة إعادة وحدة التراب، ودحر أي معتد على أراضي بلادها.
وأكدت أن جماعة الإخوان الإرهابية عبر أذرعها المسلحة والجماعات المتطرفة المتحالفة معها، تعرقل أي تسوية سياسية في ليبيا، ومن بينها منح السلطة للحكومة المكلفة من البرلمان.
واتفقت معها عضو الملتقى السياسي الليبي د. سلوى الدغيلي، التي حذرت من خطورة المؤامرات المشبوهة لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، مشيرة إلى أن الأسماء المطروحة للحكومة المزعومة الجديدة داعمة للأفكار الإخوانية ولها اتصالات خارجية، وهو ما يؤكد أنها ستكون بوصاية دولية.
عزل العاصمة طرابلس
الدغيلي، طالبت بضرورة إقصاء الإخوان من المشهد السياسي الليبي لمخططهم الرامي إلى إحكام قبضتهم على المناصب السيادية في الدولة، وعزل العاصمة طرابلس عن بقية المدن واستمرارها تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، وعرقلة إقامة القاعدة الدستورية لوقف الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وكانت مصادر إعلامية ليبية أعلنت خلال الساعات القليلة الماضية عن مناقشات بين بعض الأطراف بشأن تشكيل حكومة ثالثة تتولى قيادة المرحلة لحين إجراء الانتخابات، على أن تتنحى حكومة فتحي باشاغا التي لم تتسلم السلطة في العاصمة من حكومة الدبيبة السابقة.
وطُرحت فكرة الحكومة الجديدة قبل أسابيع، وقال المتحدث باسم المجلس الرئاسي السابق محمد السلاك: إن المسار الجديد بشأن تشكيل حكومة ثالثة بات أحد الخيارات القائمة الآن لمعالجة الانسداد السياسي الذي نجم عن التنازع على الشرعية بين الحكومتين.