سيدي القارئ، لا تغضب مني، إذا قمت بالسؤال عن مصدر أموالك. وتظن أنني أشكك في ذمتك المالية، وتقوم برفع صوتك مستنكرا وتقول: ألا تعلم من أنا، هل تظنني لصا يا رجل؟
فحين تسألك الدولة: من أين لك هذا؟ أرجوك، كن في غاية السعادة، ولا تغضب، وتأكد أن ذلك لمصلحتك أنت، لأن عدم السؤال عن مصادر الأموال والممتلكات يتسبب في إفساد المجتمع.
يقول الشعراوي -رحمه الله- في خاطرة له عن آية: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنۢبتها نباتا حسنا وكفلها زكریاۖ كلما دخل علیۡها زكریا ٱلۡمحۡراب وجد عندها رزۡقاۖ قال یا مرۡیم أنىٰ لك هٰذاۖ قالتۡ هو منۡ عند ٱللهۖ إن ٱلله یرۡزق من یشاۤء بغیۡر حساب} (سورة آل عمۡران: ٣٧)
إنه بالرغم من أن السيدة مريم بسلوكها وتقواها وعبادتها فوق مستوى الشبهات، ولكن أراد الله أن ينبهنا أن سبب فساد المجتمع هو عدم السؤال عن مصدر الأشياء.
وذكر الأم كمثال حينما ترى زوجها يأتي بأشياء للمنزل لا تتناسب مع مرتبه، وكذلك ترى ابنتها ترتدي ملابس لا تتوافق نهائيا مع مرتبها إن كانت موظفة، أو مصروفها.
وإنها لو قامت بسؤالهما سؤال سيدنا زكريا للسيدة مريم فإننا بذلك نضمن عدم فساد الزوج وكذلك عدم فساد الابنة، وبالتالي لن يفسد المجتمع، لأننا حافظنا على أبناء المجتمع من الفساد.
أعتقد أنك لاحظت معي، أنه ذكر الأم في مثاله. لأنه يعلم ويدرك كما ندرك أنه لن تصلح بيوت المسلمين إلا بصلاح الأمهات، سأقولها وإن غضب الرجال، فإنني أرى أن النساء عليهن الدور الأكبر في صلاح المجتمع، فهن المربيات واللاتي يمتلكن قوة تحمل رهيبة لا يمتلكها الرجال، فتربية الأبناء ليست بالأمر الهين.
أنا عن نفسى، لا أستطيع مجالسة طفل يبكي، وأن أقوم بإطعامه أو إلباسه أو تغيير حفاضته، لا أقدر على هذا الأمر.
لذا، أيتها الأم، ننتظر منك الكثير، ونعلم أنك قادرة على تحقيق ما نتمناه منك.
فانتبهي لأبنائك، وأحسني التربية، فالوطن بحاجة لرجال ونساء على قدر المسئولية، ولن يقدر على توفير هذا المنتج لنا بجودة عالية إلا الأمهات.
أكثري من الأسئلة، ولكن احرصي على أن تكون العلاقة مع الأبناء علاقة صداقة لا خوف، يقومون بالفضفضة لك، خير من أن يقوموا بالفضفضة لشخص قد لا يكون من المحبين.
@salehsheha1