زادت إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل مفاجئ عن الاحتياجات، وبسبب حرمانها من واردات الغاز الطبيعي الروسي التي ظلت تعتمد عليه لسنوات طويلة، اندفعت أوروبا مؤخرا نحو استيراد الغاز المسال من مختلف دول العالم لملء مستودعات التخزين.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن تزامن الطقس الشتوي الدافئ أكثر من الطبيعي، مع النجاح في شراء شحنات كثيرة من الغاز المسال يعني أن منشآت التخزين في أوروبا امتلأت تمامًا قبل حلول فترات الطقس شديد البرودة التي تؤدي إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي.
كما تراجعت أسعار الغاز بشدة، لتصل إلى أقل من ثلث أعلى مستوياتها التي وصلت إليها في الصيف الماضي.
وأشارت بلومبرج إلى استمرار المخاطر التي تهدد سوق الغاز في أوروبا، حيث يتوقف الجزء الأكبر منها على الطقس، فيمكن أن تؤدي موجات البرد الشديدة إلى زيادة استهلاك مخزونات الغاز الطبيعي لدى أوروبا.
البنية التحتية للطاقة
تخشى الحكومات الأوروبية من تعرض منشآت البنية التحتية للطاقة للتخريب وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب شديد للسوق، لكن بنهاية أكتوبر الحاليّ، أصبحت أوروبا في وضع أفضل على صعيد الطاقة.
وتعني جهود أوروبا لتكوين مخزونات للغاز، ملء المستودعات الأوروبية بنسبة 93.6% من سعتها، ووصلت النسبة في ألمانيا إلى 97.5% من السعة التخزينية.
ورغم أن هذه الأرقام توفر بعض الراحة للسوق، فإن ألمانيا هي الدول الأوروبية الوحيدة التي تمتلك مخزونًا يكفي لتلبية الطلب لمدة شهرين من الطقس شديد البرودة، وهو ما يعني الحاجة إلى استمرار شراء شحنات الغاز الطبيعي المسال.