ما زالت وفاة الفتاة الإيرانية "مهسا أميني" تشعل الغضب في نفوس قطاع كبير من الإيرانيين، إذ أكد شهود في إيران أنه تم نشر شرطة مكافحة الشغب بأعداد كبيرة في بلدة سقز، مسقط رأس "مهسا أميني"، اليوم الأربعاء، بعد أن دعا نشطاء إلى احتجاجات في أنحاء البلاد بمناسبة مرور 40 يومًا على وفاتها إثر احتجازها لدى شرطة الأخلاق، لارتدائها "ملابس غير لائقة".
وأفاد شهود في العاصمة طهران ومدينتي تبريز ورشت، في الشمال، أن هناك وجودًا مكثفا لقوات الأمن في الشوارع.
وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا "22 عامًا"، في 16 سبتمبر، إلى واحدة من أجرأ التحديات التي تواجه القيادة الدينية للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.
وخرج عدد كبير من الإيرانيين إلى الشوارع، ودعا بعضهم إلى سقوط الجمهورية الإسلامية، وهتفوا: "الموت (للزعيم الأعلى آية الله علي) خامنئي".
زيارات إلى مقبرة أميني
قال شاهد في سقز إن المقبرة التي دفنت فيها أميني اكتظت بقوات الباسيج والشرطة، وأضاف: "حاولوا منعنا من دخول المقبرة.. لكنني تمكنت من الدخول. لم أر والدي مهسا بعد".
وأفاد شاهد آخر بأن السكان يتجهون صوب المكان، وقال: "يتحدى الناس تحذيرات قوات الأمن ويتوافدون على المقبرة، لكن هناك العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب والباسيج".
كما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن السلطات أغلقت اليوم الأربعاء، جميع المدارس والجامعات في إقليم كردستان "بسبب موجة إنفلونزا".
احتجاج الطلاب وإضراب الجامعات
بينما كان للطلاب دور محوري في الاحتجاجات، مع الإضراب في عشرات الجامعات، أظهرت تقارير غير مؤكدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انضمام عمال في مصفاة بطهران، بينما نفى مسؤول في المصفاة هذه التقارير.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاصًا في مقبرة سقز وهم يهتفون: "الموت لخامنئي"، وأظهرت مقاطع أخرى قوات الأمن تغلق الطرق المؤدية إلى البلدة، ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو.
ووقع بعض من أعنف الاضطرابات في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية لها مظالم مع الحكومة منذ زمن طويل، بما في ذلك الأكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي.
وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجًا قتلوا، بينهم فتيات في مقتبل العمر، بالإضافة إلى اعتقال الآلاف.
ولم تعلن السلطات الإيرانية، التي اتهمت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بإثارة ما تسميه "أعمال الشغب"، عن حصيلة للقتلى، لكن وسائل إعلام رسمية قالت إن حوالي 30 من أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم.