حثَّ أكثر من 330 شركة زعماء العالم على إجبار الشركات الكبرى على تقييم تأثيرها على الطبيعة، والإفصاح عن ذلك بحلول عام 2023، قبل محادثات "كوب 15" العالمية بشأن التنوع الحيوي، والمقرر عقدها في ديسمبر.
وقالت الشركات الموقعة على بيان العمل الخاص بكوب 15، ومن بينها (جي.إس.كيه) ومجموعة (إتش أند إم) ونستله، التي تتجاوز إيراداتها معًا تريليون ونصف التريليون دولار، إن العالم بحاجة إلى تجاوز قواعد تقديم التقارير طواعية.
وأشارت ريبيكا مارموت، كبير مسؤولي الاستدامة بشركة السلع الاستهلاكية يونيليفر، إلى أن "تحسين صحة كوكبنا يتطلب تحركًا جريئًا وحاسمًا من صناع القرار والشركات أيضًا. أُحرز بعض التقدم، لكنه ليس كافيًا".
مكافحة أزمة تغير المناخ
بينما يضغط المشرعون على الشركات لتقديم المزيد من التقارير الدقيقة عن تأثيرها على البيئة وجهودها لمكافحة تغير المناخ، لا يخضع بعد تأثيرها الأوسع على الطبيعة والتنوع الحيوي للتدقيق نفسه.
وستحاول الدول في محادثات كوب 15 التي ستنعقد في مونتريال، الاتفاق على إطار دولي جديد خاص بالتنوع الحيوي لمكافحة الأزمة التي تهدد أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات بالانقراض.
وحسب تقرير أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في 2021، فإن نحو 17% من اليابسة على مستوى العالم تخضع حاليًّا للحماية، في حين يتمتع سبعة% فقط من المحيطات بخطة حماية دولية.
وذكرت الشركات في بيانها أن "التقييم والإفصاح هما أول خطوتين رئيسيتين لتحفيز أي تحرك، لكنهما لن تكونا مؤثرتين دون جعلهما إلزاميتين".
لا بد من التحرك لتعافي الطبيعة
أشار أندريه هوفمان، نائب رئيس شركة روش هولدينجز، إلى أن "تعافي الطبيعة في مقدورنا شريطة أن نتحرك الآن"، في حين يظهر البيان المشترك "الدعم الكبير من شركات كبرى من أجل إبرام اتفاق دولي طموح لحماية الطبيعة".
فعلى سبيل المثال، قالت شركة يونيليفر إنها ملتزمة بالتعامل مع سلاسل إمداد لا تعتمد على إزالة الغابات بحلول 2023، موضحة أن زيت النخيل والورق والشاي والصويا والكاكاو لن تأتي بعد ذلك من مناطق تحولت فيها الأنظمة البيئية الطبيعية إلى أراض زراعية.
والالتزام بالقواعد طوعي إلى حد بعيد حتى الآن، ما يعني أن الشركات ليست ملزمة بتقديم تقارير أو أنها تقوم بذلك بشكل غير منتظم، الأمر الذي يجعل من الصعب على المستثمرين والمساهمين مقارنة تأثيرهم على الكوكب وتقييمه، وبالتالي تحميلهم المسؤولية.
وقالت إيفا زابي، وهي مديرة تنفيذية في تحالف (بيزنس فور نيتشر) العالمي: "دون تلك المعلومات، فإننا سنسير دون هدى على طريق الانقراض".
