عندما قامت الدنيا ولم تقعد، الموسم الماضي، وتحديدًا مع فترة الانتقالات الشتوية على رئيس نادي الشباب القيادي المحنك «خالد البلطان» بسبب تفريطه في المهاجم النيجيري «إيغالوا» للهلال وتحديدا من أنصار الفرق المنافسة «وهذا المستغرب» حتى وصل الحال إلى وصف «البلطان» من بعض «الجماهير السطحية والتبعية» بوصف أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه «بذيء»، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ذِكره في موقفنا هذا وعبر صحيفتنا الموقرة، كنت في تلك الفترة على يقين بأن العمل داخل منظومة الشباب يدار بخبرة وعلم وإلمام تامة خصوصًا أن القائمين قرأوا المشهد جيدا وعرفوا من أين تؤكل «الكتف» ففضلوا التضحية بموسم والتفكير بمواسم مقبلة فرتبوا احتياجاتهم وملفاتهم المالية قبل الدخول لتنافسية مستحقة هذا الموسم وفعليا هذا ما حصل.
فبنهاية جزء أول من موسمنا الحالي تضمن ٨ جولات أثبت «شباب البلطان» أنه يملك «ملامح البطل» ورئيسهم يقدم «دروسا مستفادة»، ففريق هذا الموسم لم يعد فقط في لحظة أو برهة ولكن هو نتاج عمل تراكمي تكاملي تم تركيب قطعه الفنية، سواء المحلية أو الأجنبية بعناية وبهدوء بعيدًا عن ضجيج التعاقدات الإعلامية التي يتميز بها الآخرون حتى تفاجأ الجميع بشباب مرعب على كافة الأصعدة، سواء من ناحية القيادة أو العناصر الأدائية حتى أصبح لاعبو الشباب يتصدرون مشهد الأفضليات مع كل جولة حتى تصدروا الترتيب والأرقام.
وهنا أثبتت إدارة الشباب عمقها المعرفي في كيفية إدارة الأزمات من جهة وكيفية بناء وتكوين فريق قادر على فرض نفسه كمنافس قوي على البطولات المحلية والخارجية من جهة أخرى، فما قدموه هو رسائل ضمنية مرفق معها «وصفة» علاجية مبنية على خبرات إدارية للإدارات «العاجزة» والمتمسكة بكراسي الرئاسة والتي جُل عملها تراكم الأخطاء وتجميلها والعمل وبقوة على إيجاد مبررات الفشل وترحيل الطموحات والأهداف لمواسم مقبلة معلقين آمالهم على الصدفة والحظ لعلهما يخدمانهم في موسم ما.
فاختصار القول.. إن العمل الجيد يحتاج لخامات إدارية مميزة تستطيع تقديمه بالشكل اللائق الذي يرضي جماهيرهم وليس بحاجة لخامات تنظيرية هدفها تجميل الكلامات والمفردات وكسب بطولات وهمية ستفضح مع أولى الأزمات.
دمتم بود..
@atif_alahmadi