ركزت قيادتنا على صناعة الاستثمار، والقاطرة الاستثمارية القائدة للاقتصاد السعودي، والذي سيكون لها تأثير كبير على مختلف القطاعات، إضافة إلى المجتمع، وتحديدا الشباب، ومتطلبات مواءمة إمكاناته وتأهيله وتدريبه، وفقا لمتطلبات الاقتصادات العصرية الجديدة، حيث نجحت المملكة خلال سنوات بتدشين العديد من المشاريع الإستراتيجية.
فقد انطلقت في الرياض الثلاثاء الماضي، فعاليات النسخة السادسة لمؤتمر مستقبل الاستثمار، وتمت فيها مناقشة مستقبل الاستثمار العالمي، بمشاركة مئات من الرؤساء التنفيذيين، وقادة القطاع المالي، والاستثمار تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية» وأهم المخاطر والتحديات، حيث يهدف المؤتمر إلى استغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
ركز المؤتمر على عدة محاور، وهي مستقبل مستدام، وإيجاد نماذج جديدة للابتكار، والاستثمار في العوائد المالية، ودعم الاستدامة الاقتصادية، والمجتمع المتقدم من خلال تأسيس الأنظمة، وتبني الثقافة التي تسهم في تشجيع أفضل الممارسات البشرية في عصر التقنية، وخلق الفرص الاستثمارية، والتغيرات التكنولوجية وتفعيل التقنيات المتقدمة.
بالإضافة إلى تمكين الابتكار، ومعالجة التحديات العالمية، حيث يعد مؤتمر مستقبل الاستثمار منصة دولية رائدة في مجال الاستثمار، وملتقى سنويا لتجمع المستثمرين والمبتكرين، والقادة من جميع أنحاء العالم وقد استقطب المؤتمر ستة آلاف مشارك، و500 متحدث في 180 جلسة، و30 ورشة عمل، وأربع قمم بمشاركة القطاعين العام والخاص.
هذا هو النهج الذي تتبناه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في مشاريعها الكبيرة من خلال التعاون بين القطاعين، العام والخاص، حيث تركز المملكة على القضايا الإنسانية، ويتمثل ذلك في مشروع (نيوم) الذي أطلقه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
فمشروع (نيوم) سيحدث نقلة نوعية لمستقبل المملكة، الذي تم بناؤه لمستقبل الإنسانية وكيفية العيش ضمن بيئة مستدامة تراعي جودة الحياة، وتعد جزءا من الإنسانية، كذلك تساعد في تطوير التعليم، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، وتوفير الحلول التي تساعد على الاستدامة.
كما ضم المؤتمر متحدثين بارزين كمعالي وزير الطاقة، سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان ومعالي سفيرة المملكة في الولايات المتحدة سمو الأميرة ريما بنت بندر، ومعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس أرامكو السعودية، وعدد من القادة العالميين المعنيين بمناقشة مجال الاستثمار والطاقة.
وناقش المؤتمر موضوعات مهمة من بينها النجاح مع الاستدامة، والصعود الجيواقتصادي ومحاولة قادة العالم إعادة العالم إلى ما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه العالم من تحديات مستعصية، حيث تمت مناقشة إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لجميع سكان العالم.
كما تم الحديث عن تحديات النظام العالمي الجديد، والفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي عالمي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، وصراع الأجيال، واقتصاد الطاقة الجديد، وقطاع التمويل، والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول في الاستثمار، وتمويل الطاقة المستدامة.
أيضا ناقش فرص العمل، وتكاليف السكن، والأمن المالي، وصعود العملات الرقمية، ومستقبل الدول النامية وخاصة دول أفريقيا، والحوكمة البيئية، والاجتماعية بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين، وهونج كونج، ودول العالم الأخرى، وأهمية الشراكة بين الدول، ومنطقة الشرق الأوسط.
فالتطور السعودي سريع في الإدارة والتنظيم، والاقتصاد الوطني، وجهود شبابنا ملموسة، ومتطورة في إدارة المؤتمرات العالمية، وقد سعدنا بتوقيع العديد من الاتفاقيات في المؤتمر، وهو بلا شك جهد عظيم يستحق المشرفون عليه الشكر، وبالأخص شباب، وشابات الوطن المبدعون، ولكل من شارك في تنظيم المؤتمر الذي عكس تطور بلادنا وتقدمها ومنافستها كدولة جاذبة للاستثمارات النوعية.
[email protected]