[email protected]
فيما يزداد الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في مختلف جوانب الحياة بشكل متزايد كل يوم، تبرز الأهمية الكبرى للإعلام السياحي ودوره في إبراز محافظة سياحية من الطراز الأول، والترويج لها كمحافظة الأحساء المُسجّلة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم، وعاصمة السياحة العربية لعام 2019، وأحد مواقع المملكة المُضمّنة في قائمة التراث العالمي في «اليونسكو».
إن الدفع بالصناعة السياحية والتعريف بمقوِّمات السياحة لأي مكان أو موقع، سواءً تعلق الأمر بالاستثمار السياحي أو الإقبال على البرامج السياحية المختلفة والترويج لها داخليًّا وخارجيًّا، هو من ضمن المهام الأساسية للإعلام السياحي، وكذلك تنشيط المعالم السياحية وتوطيد العلاقة والثقة بين المؤسسات السياحية وباقي المتعاملين السياحيين، ونقل الصورة الحقيقية والتعريف والإقناع، حيث تعتمد السياحة اعتمادًا كبيرًا على التقارير الإعلامية السياحية المتخصصة؛ لأن الغالبية العظمى من قرارات السفر يتخذها أشخاص لم تسبق لهم رؤية الوجهة بأنفسهم.
وبحسب الخبراء يطالب مستهلكو السياحة بشكل متزايد بتأسيس عملية اتخاذ قرارات السفر الخاصة بهم على معلومات سياحية ذات صلة وذات مصداقية، في الوقت الذي تواجه فيه المنظمات السياحية ومنظمات إدارة الوجهات تحديات كبيرة في توصيل سمات المنتج السياحي، حيث لا يمكن تجربة ذلك قبل الاستهلاك. وبالتالي، فهُم بحاجة إلى معرفة كيف وبأية وسائل أو منصات اتصال يمكنهم إبلاغ المستهلكين المحتملين به. وهنا تكمن أهمية الإعلام السياحي.
إن الأحساء ليست نموذجًا فريدًا للسياحة المتنوعة وحسب، نظرًا لتنوُّع وجهاتها ومقوِّماتها التي تجتمع فيها الجغرافيا والطبيعة والتاريخ، فهي أيضًا واحة نخيل وعيون تُحيط بها رمال وجبال وبحار؛ ما يجعلها في مصاف الوجهات السياحية العالمية.
وفي هذا المقام حريٌّ بنا أن نشيد بمبادرة لجنة السياحة والترفيه بالأحساء التي قامت بإنتاج سلسلة فيديوهات للتعريف بالأحساء، وهي فرصة لكل القطاعات والجهات بأن تكون لها مبادرات أخرى في إطار عمل تكاملي يُعزّز أثر ونتائج هذه المبادرة، ويفتح آفاقًا لتنشيط حركة السياحة في الأحساء، خاصة خلال فترة الحدث العالمي الأبرز كأس العالم 2022 في قطر وما يليها.