تتواصل الجهود الأممية من أجل منع انزلاق ليبيا مجددًا إلى فخ الفوضى بعودة الاقتتال مجددًا، مع وجود حكومتين واحدة في الغرب والثانية شرقي البلاد، الأولى ترفض تسليم السلطة للأخيرة المكلفة من البرلمان، متمسكة بشرعية انتهت ولايتها، وتحتمي بميليشيات داخل العاصمة طرابلس.
وعلاوة على عدم تسليم السلطة في طرابلس إلى المكلّف من البرلمان، فتحي باشاغا، أثارت حكومة عبد الحميد الدبيية المنتهية ولايتها مجددًا غضب الجيش الليبي ومجلس النواب، بإبرام اتفاقيات مع تركيا، تعتبر مخالفة للأعراف والقوانين الدولية لعدم شرعية حكومة سحبت عنها ثقة البرلمان.
وفيما يخص مناقشة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة للدعم في ليبيا، مع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» البنود المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار، خلال لقائهم في مدينة سرت، يقول الباحث السياسي الليبي أحمد عرابي لـ«اليوم»: إنّ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي حثّ أعضاء لجنة «5+5» على تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والمضي قدما نحو استقرار البلاد.
نجاح لقاء «واغادوغو»
الباحث السياسي الليبي أحمد عرابي، أوضح أن باتيلي وصف لقاءه بأعضاء لجنة 5+5 في مقرها الدائم بمجمع «واغادوغو» بأنه كان ناجحًا، وأكد الالتزام الأممي بتقديم الدعم الفني للجنة، مؤكدًا أهمية توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا.
كان المبعوث الأممي أشاد في المؤتمر الصحفي بالإرادة القوية للقادة أعضاء اللجنة في سبيل دمج المؤسسة العسكرية ووعيهم بضرورة توحيد ليبيا وإعادة الأمن والسلام والرخاء، قائلاً: إنهم يمثلون مثالاً يجب أن يحتذى من كل الأطراف سواء كانوا سياسيين أو ممثلي مجتمع مدني أو نساء أو شبابًا للذهاب نحو الانتخابات وإيجاد مؤسسات شرعية تقود البلاد.
وذكر الباحث السياسي الليبي أحمد عرابي، أن المبعوث الأممي إلى ليبيا أكد أنه وفقًا للبند الرابع من اتفاق وقف إطلاق النار، وافقت لجنة «5+5» على إنشاء لجنة فرعية مكلفة برسم خرائط الجماعات المسلحة، والعمل على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من كامل التراب الليبي.
السعي نحو الوحدة
على صعيد متصل، أكد باتيلي خلال لقائه الحكماء والأعيان في سرت، أنّ ليبيا لديها موارد كثيرة إذا تمت إدارتها بشكل جيد، فإن الحال سيختلف كثيرًا، وحثّ الحضور على عدم الانقسام والسعي نحو وحدة ليبيا، مشددًا على سعي الأمم المتحدة بكل جهد لمساعدة الليبيين لتوحيد دولتهم، داعيًا أبناء الشعب الليبي ألا يسمحوا للسياسيين بجرهم إلى الانقسام، مضيفا: هذه رسالتي ورسالة الأمم المتحدة للشعب الليبي.
فيما أصدر المشايخ بيانًا أعلنوا فيه «حالة النفير القصوى» قبل نهاية العام بكامل المناطق المستقرة أمنيًا لتحديد المصير وإنقاذ الوطن وطرد جميع الأجسام السياسية، التي دمرت البلاد ونهبت ثرواته.
ويقول عرابي: الحكماء والأعيان أوضحوا أن بعثة الأمم المتحدة تدير الأزمة ولا تحلها، والليبيون يعانون من الانتهاك المستمر للسيادة الوطنية، والثقة فقدت في البعثة الأممية، وطالبوا باتيلي بإعادة إحيائها، وقالوا أيضا: نأمل أن تكون آخر مبعوث أممي، وليس كالمبعوثين السابقين، الذين لم يقولوا الحقيقة إلا بعد رحيلهم عن ليبيا.
كسْر الجمود السياسي
أوضح عرابي أن هذه الاجتماعات المدعومة أمميًا تأتي في محاولة لكسْر حالة الجمود السياسي القائمة، وتوطئةً لسلسلة لقاءات ستُعقد في الأيام المقبلة، بين الأطراف الليبيين، بدفْع من التفاهمات الأخيرة بين رئيسَي مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وتَوافقهما على اختيار اثنَين من أصل سبعة يُفترض أن يتولّوا المناصب السيادية.
واستدرك قائلًا: إن هذه التفاهمات، التي تقتضي توحيد السلطة وتوزيع بقيّة المناصب في غضون الأشهر المقبلة، لا تزال تلْقى اعتراضًا من جانب رئيس حكومة الدبيبة، الذي أعلن رفضها، معتبرًا أن الأهم من التوافق على توحيد السلطة وتوزيع المناصب التمهيد لإجراء الانتخابات في أقرب وقت بحسب قوله.