@FofKEDL
المحيط يؤثر فيك ويتأثر بك، وكل ما حولك من ساكن ومُتحرك فيه من الترددات المختلفة والمتنوعة علميا. والتي من شأنها أن تغير من طريقة تفكيرك أو من عطاء عاطفتك، ولكن يعتمد ذلك على مستوى قدرتك في كيفية استقبال التأثير (من) أو توجيه تأثرك (إلى). وكل ذلك، يندرج تحت مسميات علمية مختلفة، وعلم الطاقة هو أحدها وهو من العلوم القديمة التي استخدمها العلماء لتعليل أو شرح بعض الظواهر التي يتعرض لها الإنسان بشكل عام.
ولأن الله تعالى أنعم علينا بسهولة المعرفة -في هذا الزمن- وانسكاب العلوم التي جعلتنا نتحكم بمستوى التطور والابتكار، إلا أن بعض مُدّعَي المعرفة استغلوا جهل بعض العقول وسطحية إيمان بعض القلوب. ليدمجوا الخزعبلات من نواح متفرقة مع القليل من العلوم الصحيحة، ويروجوا لمصطلحات وطقوس مُبهمة لا يهتم بها إلا الضعفاء منّا. وبعد أن تمكنوا ـ مع الأسف ـ من نشر ادعاءاتهم بالاستناد إلى بعض العلوم والخبرات البشرية من أقاليم مختلفة، ازداد عدد أتباعهم لينفقوا أموالهم على الوهم والدجل.
هل من عاقل يُدرك؟ وما هو مستوى الوعي الذي يجب أن يُنقذ الإنسان من وهم مُدّعي العِلم والمعرفة؟ الإدراك يسبق الوعي، وفي قصوره يُصبح الإنسان شبه مُغيب، ويهرول إلى أقرب منفذ ليُشبع فضوله. وهذا هو الحاصل في هذا الوقت، وكل ما يحتاجه العقل في هذه الحياة قد أنزله الله تعالى في كتابه الكريم. فالحق عز وجل خاطب النفس البشرية بما فيها من ماديات ومعنويات كالعقول والقلوب والأبصار وغيرها من الجوارح المُحركة للنفس والجسد.
ولو تمعّن الإنسان في كتاب الله تعالى، لوجد أن الإدراك يُبنى على وظائف أساسية، أوجدها الله في عقل الإنسان. التفكر والتبصر والتأمل وغيرها من المفاتيح المعرفية التي إن صدق واجتهد صاحبها في استخدامها لتوسعت مدارك عقله وازداد وعيه وعلمه. وكذلك، القلب الذي يعمل بالتوازي مع وظائف العقل وكلاهما يتأثران ويؤثران بالنتائج. ولكن صد البعض أو انشغالهم بما جاءت به بعض العلوم البشرية جعلهم يتيهون بين العلم والوهم، ودخول الشركيات والطلاسم الشيطانية جعلهم يتوهمون بأن ما يتبعونه من باطل هو الحق الذي يبحثون عنه.
وأخيرا، فإن لعقولنا وقلوبنا علينا حقا، ومن واجبنا أن نُنقذ من تاه في بحر تلك الأوهام التي غُلِّفت بعلم مؤثر ومهم يسمى بـ «الطاقة». ليس الجميع وإنما تُجّار الوهم فُضِح أمرهم بعد محاولة بعض المجتهدين من أهل المعرفة والعلم من تفسير الظواهر وفك رموز تلك الطلاسم المستخدمة في ممارساتهم. وبفضل من الله، بدأ البعض يعرف الفرق بين علم الطاقة ووَهمَها، ولكن ما زلنا نحتاج إلى منهج من الوعي ليُنير بصائر قلوبنا وعقولنا.