استقر في أذهان الناس لسنين طويلة أضرار ألعاب الفيديو على مَن يلعبونها، خاصة إذا تعرض لها الشخص لعدد ساعات طويلة يوميًا، ما أنتج مخاوف لدى الآباء على أطفالهم من التعرض لمصدر قد يسبب لهم أذى أو يضر بهم.
وعلى عكس ما أشيع خرجت مؤخرًا دراسة علمية جديدة تؤكد أن ألعاب الفيديو ليس لها ضرر على الطفل، بل تعدت ذلك إلى إفادتهم والتأثير فيهم إيجابيًا.
3 ساعات لعب يوميًا مفيدة للأطفال
تؤكد دراسة طبية أجراها علماء بجامعة فيرمونت ونشرتها مؤسسة المعاهد الوطنية الصحية الأمريكية أن السماح للأطفال بلعب 3 ساعات يوميًا أو أكثر، يعزّز من إدراكهم العقلي ويطور من مهاراتهم.
وتشمل التأثيرات الإيجابية لألعاب الفيديو وفق ما توصلت إليه الدراسة ما يلي:
- تحسين الذاكرة.
- المساعدة على التحكم بالانفعالات.
- تطوير المهارات المعرفية.
- تعزيز نشاط الدماغ.
وشملت الدراسة ألفي طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، وبتقسيمهم لمجموعتين سمح لإحداهما بألعاب الفيديو لـ3 ساعات يوميًا، بينما منعت الأخرى من الألعاب، ووجد الباحثون باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أن مناطق أدمغة لاعبي الفيديو المرتبطة بالذاكرة والانتباه أكثر نشاطًا مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ليست نتائج تلك الدراسة دعوة للآباء للسماح لأطفالهم بالجلوس أمام الكمبيوتر أو الهاتف بغير رقابة، إذ يؤكد الباحثون أن اللعب لوقت غير محدود يتبعه أثر عكسي، وذلك ما أوردته صحيفة "دايلي ميل" نقلًا عن الرابطة الأمريكية لطب الأطفال بأن الحد الأقصى المسموح به للأطفال بلعب ألعاب الفيديو هو ساعتان فقط يوميًا.
أضف إلى ذلك أن الدراسة لم تشمل تأثير نوعية الألعاب التي يتعرض لها الطفل، وما إذا كانت ألعاب العنف لها أثر سلبي في لاعبيها أم لا، إذ كان محور الدراسة هنا هو عدد ساعات اللعب فقط.
#AbuDhabi_police warns about violent vedio games and their negative effect on children.#UAE_BARQ_EN pic.twitter.com/dCuFaQMUsu— UAE BARQ (@UAE_BARQ_EN) July 8, 2020
ألعاب الفيديو العنيفة تؤثر في سلوك الأطفال
على جانب التأثير السلوكي للألعاب العنيفة على الأطفال، تؤكد جامعة "يوتا هيلث" الأمريكية أنهم يتأثرون بما يشاهدونه ويتفاعلون معه في تلك الألعاب، وأن عديدًا من هذه الألعاب يروّج بشكل ما لاستخدام العنف ما يعزز من العدوانية لدى ممارسيها.
فألعاب مثل "Call of Duty و Mortal Kombat و Grand Theft Auto" تعتمد على القتل في سيناريوهات محاكية للحرب، كما تدعو لاستغلال المرأة، إضافة لاستخدام الشخصيات بها للغة بذيئة.
وتجتمع كل تلك العوامل لتؤثر في مَن يلعبون هذا النوع من الألعاب، خصوصًا الأطفال سريعي التأثر.
وتنصح الجامعة بإدماج الأطفال في أنشطة واقعية أفضل من تركهم لألعاب مثل تلك المذكورة تعلّمهم العنف والعدوانية، وإذا سمحت لطفلك بلعب الألعاب الإلكترونية، فيجب أن يكون ذلك بشكل منضبط حتى لا يقع تحت تأثير سلبي يضر به لاحقًا.