تقع منطقة تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتشترك في ساحل واسع مع البحر الأحمر، وتشترك أيضًا في الحدود مع كل من مصر والأردن.
ويعود تاريخ المنطقة إلى أكثر من 5000 عام، إذ عُرفت هذه الأرض التاريخية في العصور القديمة باسم "مدين"، وذُكرت في القرآن الكريم والكتاب المقدس، ويمكن العثور فيها على المعابد القديمة والمواقع الأثرية في جميع أنحاء المنطقة.
على مر التاريخ، كانت محافظة تبوك موطنًا للعديد من المسافرين والحجاج والتجار، كما لعبت دورًا مهمًا كمركز للتجارة نظرًا لموقعها، وكانت أيضًا بمثابة مفترق طرق مهم للحجاج، ومرت بها سكة حديد الحجاز الشهيرة.
بوتقة انصهار الثقافات والحضارات
كما تمثل بوتقة انصهار للثقافات والحضارات، وتعطي المواقع الأثرية الرائعة فيها نظرة ثاقبة على تاريخ وثقافة المنطقة الغنية للغاية، وعلى عكس المناطق الأخرى في المملكة، تتمتع تبوك بمناخ أكثر اعتدالًا، وبوجود الثلج خلال فصل الشتاء.
ومن الناحية الجغرافية تمثل تبوك جزءًا من منطقة الحجاز، وتتكون من سهل ساحلي شاسع، ومناطق جبلية مثل جبال ماديان، والبراكين الخاملة، والرمال البركانية التي يمكن العثور عليها في معظم أنحاء المنطقة.
كما تقع مدينة تبوك التي تمثل عاصمة المحافظة في واحة خصبة، ويبدأ فيها الساحل الشمالي للمملكة، كما تشتهر بالمياه الصافية لخليج العقبة والبحر الأحمر المتاخم لتبوك ما يسمح للأهالي والزوار بممارسة رياضة الغوص.
أهم المعالم السياحية في تبوك
قلعة تبوك العثمانية
من أشهر المعالم التاريخية في تبوك، ويعود تاريخها إلى عام 1559م، وبُنيت لحماية محطة المياه وتوفير الأمن، إذ كانت إحدى المحطات على طريق الحج السوري، كما ارتبطت بالمسافرين المشهورين مثل ابن بطوطة وأوليا جلبي.
وبعد تجديدها عام 1993، أصبحت الآن بمثابة متحف يضم قطعًا أثرية تاريخية رائعة من العصر العثماني، وتتكون القلعة من طابقين وتضم مسجدًا وفناءً وغرفًا متنوعة تعرض قطعًا أثرية من العصر العثماني.
وداخل القلعة يوجد مسجد في الطابق الأرضي وفناء مفتوح، ودرج يوصل إلى أبراج المراقبة، ومسجد آخر يقع في الطابق الثاني.
محطة سكة حديد الحجاز القديمة
بُنيت منذ ما يقرب من قرن من الزمان لنقل الحجاج المسلمين من دمشق إلى مدينتي مكة والمدينة، ثم تحولت إلى أنقاض بعد أقل من عقدين من إنشائها، ومؤخرًا أُنشئ متحف بالقرب من المحطة في الحجر للحفاظ على التاريخ وجذب المزيد من السياح.
وأُنشئ أيضًا متحف بالقرب من المحطة في الحجر للحفاظ على التاريخ وجذب المزيد من السياح، وبداخله توجد القطع الأثرية والمخطوطات والصور الفوتوغرافية التي تحكي قصصًا عن حقبة انتهت منذ زمن بعيد.
مسجد التوبة
يُعرف أيضا باسم "مسجد القلعة"، لأنه يقع بالقرب من قلعة تبوك، ولهذا الموقع أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، نظرا لارتباطه بمعركة تبوك، ففي عام 630م، أقام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مخيمًا في الموقع المعروف الآن باسم "مسجد التوبة" حيث كان بالقرب من نبع ماء في ذلك الوقت، ووصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى هناك مع 30 ألف رجل في معركة تبوك الشهيرة، وأثناء إقامته نزلت سورة التوبة، ولهذا سمي "مسجد التوبة".
بُني المسجد من الطوب والطين وجذوع النخيل في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، وفي عام 1652م أعاد العثمانيون بناءه، أما البناء الأحدث فكان في أوائل القرن العشرين، والآن يحتوي المسجد على مئذنة واحدة، ومدخل مقوس تقليدي، وقاعة صلاة ضخمة بها سجادة فخمة وثريات جميلة.
قلعة تيماء
تقع القلعة في واحة تيماء، وهي واحة كبيرة لها تاريخ طويل من الاستيطان، وتقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية بالقرب من المدينة المنورة وتبوك، وهي موقع أثري قديم يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن 1000 عام، ولها جدار دفاعي ضخم مصنوع من الحجر والطين لحمايتها من هجمات العدو.
وتعد الحصون في تيماء من أقدم المستوطنات في المملكة وربما في شبه الجزيرة العربية بأكملها، وبها أقام الملك البابلي نابونيدوس في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وهي أيضًا واحدة من الأماكن القليلة في المملكة التي تم ذكرها في نصوص بلاد ما بين النهرين.
وستضطر لاستخدام سيارات الدفع الرباعي خلال رحلاتك في هذه المنطقة، لأن التضاريس المحيطة بالقلعة صعبة لأنها مزيج من الصخور والرمال الناعمة.
وادي ديسة
يقع الوادي في منطقة جبلية من أجمل المناطق الطبيعية في المملكة، ويوفر الوادي ملاذًا منعزلًا عن صخب الحياة في المدينة لأولئك الذين يرغبون في تجربة الطبيعة في شكلها النقي.
وهو على ارتفاع 400 متر فوق مستوى سطح البحر، وتُفضل زيارته في فصل الشتاء، واسمه يعني "وادي أشجار النخيل"، لأن أرضيته محاطة بمنحدرات ضخمة من الحجر الرملي، ويأتي إليه كثير من الزوار كل عام، ويمكن للسياح الذهاب للتخييم أو المشي لمسافات طويلة بسبب درجة الحرارة اللطيفة خلال فصل الشتاء.
وادي طيب الاسم
هو واحد من عدة عجائب طبيعية في تبوك، ويقع وسط الجبال على خليج العقبة، كما يُعرف باسم "وادي موسى"، إذ أمضى فيه نبي الله موسى عشر سنوات في المنفى الاختياري بعد فراره من مصر.
يتكون الوادي من الجبال بالإضافة إلى شاطئ البحر الأحمر بالقرب من مقنا، وهو موقع شهير للغوص بسبب الشعاب المرجانية الرائعة فيه، كما يمكن لمن يرغبون في قضاء يوم على الشاطئ الذهاب والجلوس على الرمال البيضاء، والاستمتاع بالأمواج الفيروزية وبمنظر الصخور العملاقة التي تحيط بالوادي.