أبحاث طبية كثيرة تناولت تأثير التدخين الإلكتروني على صحة المدخنين وأثبتت الخطر الذي يخلفه على مستخدميه، فهو وإن كانت أخف ضررًا من سجائر التبغ، فإنه لا يزال يمثل مصدرًا للإصابة بأمراض خطيرة قد تنتهي بصاحبها إلى الوفاة.
وتكشف دراسة طبية جديدة نقلتها صحيفة «ديلي ميل» عن منظمة «معاهد الصحة الوطنية الأمريكية»، أن مدخني السجائر الإلكترونية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب بنفس نسبة مدخني التبغ المحترق.
ووجد الباحثون أن تلفًا في الأوعية الدموية الناقلة للدم هو مصير المداومين على تدخين الـVIP، ما يصعب من عملية انتقال الدم في أنحاء الجسم من وإلى القلب لديهم.
ومع الاستمرار في التدخين يتطور التلف وتتصاعد نسبة الإصابة بأمراض أخرى مهلكة، ما ينزع من السجائر الإلكترونية صفة البديل الآمن للتبغ المحترق عند أولئك الذين يعتقدون ذلك.
وعن الجمع بين نوعي التدخين –الإلكتروني والمحترق- قال أستاذ القلب بجامعة كاليفورنيا د. ماثيو إل سبرينغر، إن استخدام البعض التدخين الإلكتروني والتبغ في وقت واحد، معتقدين أنهم يخففون من الآثار السلبية عليهم، أمر خاطئ، فهم بذلك يضاعفون خطر إصابتهم بالأمراض، إذ إن كلا النوعين من التدخين له مخاطره التي تصيب المدخن.
السجائر الإلكترونية لا تخلو من المخاطر الصحية
هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تنقل عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا، أن السجائر الإلكترونية أخف ضررًا من تدخين التبغ، وهي مفيدة في حال استخدام المدخنين لها بدلًا من التبغ كخطوة أولى للإقلاع عن التدخين، لكن ذلك لا يلغي ضررها الواقع، إذ أثبتت الدراسات العلمية أنها ضارة بصحة الإنسان وتسبب له العديد من الامراض، مثل إتلاف بعض خلايا الجهاز المناعي.
وأكد جون بريتون الأستاذ الفخري في جامعة نوتنغهام بالممكلة المتحدة، أن التدخين الإلكتروني لا يخلو من المخاطر الصحية، وإن كان أقل درجة في الخطورة من تدخين التبغ، فإنه لا يمكن الحكم عليه بأنه آمن، وقد يكون من المسموح لمدخني التبغ الانتقال منه إلى الـVIP، لكن أن تكون غير مدخن وتقرر تجربة السجائر الإلكترونية فهذا محض جنون، على حد قول بريتون.
وأشار إلى أنه في غضون 40 أو 50 عامًا مقبلة، سيشهد العالم نسبة كبيرة من الإصابات بسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن نتيجة تدخين السجائر الإلكترونية.
منظمة الصحة العالمية تحذر من التدخين الإلكتروني
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السجائر الإلكترونية تحتوي عادة على النيكوتين إضافة إلى مواد كيميائية أخرى سامة، وحتى تلك التي يروج لها على أنها تخلو من النيكوتين، لا تزال فيها المواد السامة نفسها التي تُعرّض صحة مستنشقها للخطر.
E-cigarettes are harmful to health and are not safe. They are particularly risky when used by adolescents. Nicotine is highly addictive & young people’s brains develop up to their mid-twenties. Exposure to nicotine can have long-lasting، damaging effects.https://t.co/S8ZHoux45e pic.twitter.com/mkx0d5GCpW— World Health Organization (WHO) (@WHO) January 21،2020
غير ذلك فإنها تنتهي بالإدمان بالنسبة لأولئك الذين يظنون أنهم سيستخدمونها كمرحلة يصلون من خلالها إلى الإقلاع عن التدخين.
وبحسب المنظمة، فإن ضرر التدخين الإلكتروني مثبت بدراسات علمية، ويمكن أن يؤدي الاستمرار فيه إلى عواقب غير محمودة من الإصابة بأمراض خبيثة مثل السرطان وحتى الوفاة.
