هل لاحظت التغيير الديموغرافي في المناطق الحديثة في المملكة، على سبيل المثال في شمال الرياض تقطن عائلة من الأحساء بجانبها عائلة من القطيف أو عائلة من نجد أو من الجنوب؟
في العزيزية حيث انتقلت مؤخرًا تجد العسيري والشيعي واليامي وبجانبهم عائلة من وادي الدواسر وهكذا.. لكن هل حدث وأن ورفضت الحديث مع أحد جيرانك في يوم ما بسبب شكله، طريقة تفكيره أو حتى لكونه يختلف معك في بعض الأفكار أو المعتقدات التي تتبناها؟
الاختلاف وليس الخلاف هو ما يجعل الحياة ملونة، لكن إذا ما عرفنا أن محاولة الاختلاف عن السائد هي «تهمة» قد لا يسامحك الناس عليها، بل قد يتم التحريض عليك، وتتم شيطنة أفكارك وخروجك عن قالبهم الفكري، ويصل الأمر أحيانًا إلى خوف الناس من النبذ والغضب مما يجعلهم يجارون الآخرين قسرًا.
تقول الكاتبة والناشطة الأمريكية فيكتوريا موران: «العالم سيحتفل بك في اليوم الذي تحتفل فيه باختلافك من خلال الكلمات والأفعال والاختيارات التي تعبر بواسطتها عن ذاتك، حين تُخبر العالم بأنك أتيت إلى هذا الوجود لتتساءل بدهشة وتنشر البهجة فتوقّعْ أن يتم استيعابك كمخلوقٍ فريد من نوعه».
أزعم أن لدي الكثير من الأصدقاء والذين اختلف معهم في كثير من الآراء والمعتقدات والأفكار وأحيانًا يمتد بنا الحوار ما وراء الشمس وذلك لأننا عقدنا وثيقة ضمنية أن الاختلاف وليس الخلاف مذهبنا، لأننا نعتقد أنه من صور الحماقة الاجتماعية أن نضحي بعلاقة إنسانية جميلة تربطنا بمن نحب من أجل فكرة أو رأي أو معتقد.
شخصيًا أرى أن الاختلاف يجعلني أكثر تفهمًا ووعيًا حتى لو بدوت حانقة بعض الوقت، لكن مع محاولات الإبانة عن المقاصد أصل إلى أرضية مشتركة والتي تحتمل مفاهيم مغايرة توسع دائرة الإدراك لديّ.
أما أجمل ما قرأت عن الاختلاف فكانت قاعدة لشمس يقول فيها «لقد خلقنا الله جميعًا على صورته، ومع ذلك فإننا جميعًا مخلوقات مختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته، ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين، لذلك فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله».
أخيرًا هل تعتقد أنه من الممتع مواجهة نفسك في لعبة الشطرنج أم أنك في حاجة لعقل مختلف كي يكون لتلك اللعبة سحرها؟
@raedaahmedrr