حينما تابعت الرياضة المصرية وتحديداً كرة القدم، لم يكن هدفي من المتابعة الميل كل الميل لأحد القطبين الكبيرين، كنت أدرك أن الأهلي أكثر بطولات من الزمالك، ولكن هذا لايعنيني بشيء، لأني كنت أتابع للمتعة لا أكثر، وما إن استمريت بالمتابعة حتى بدأ الزمالك يغازل قلبي وعاطفتي، تعلقت بهذا الأبيض النقي دون أن أشعر ودون أن أتوقف عند هدفي الأساسي الذي هو المتابعة! لقد شعرت أن الزمالك وكأنه ذلك اليتيم الذي يحتاج الكل نادي شعبوي لا كبرياء فيه ولا غرور مجموعة مقاتلين يمتلكون عزم وإرادة وطموح دون أن يجدوا دعماً حقيقياً أو لوجستياً لا في الظاهر ولا في الباطن، حاولت أن أتابعه مثل غيره الاّ أن هناك مايدغدغ مشاعري ويقول: لاتتركه دون أن تكون معه لاتتركه دون أن تدعمه، فالزمالك الجميل ذلك النادي العملاق الذي إن فاز على غريمة الأهلي فقد أخذ الفرح من عيون الأقوى جذوراً وإن لم يفز فهو في سوداء العيون بطلاً قومياً قاوم كل الظروف ماعلمنا منها وما جهلنا، في ذلك الحين لم أكترث لكثرة بطولات الأهلي الغريم الدائم ولم أفكر فيها البتة، بل لن اسمح لنفسي أن أكون من ضمن حاشية القوي المدعوم من كل جانب ولا أقصد الأهلي فحسب، ولا أقلل من الأهلي الفريق العريق والمنافس الدائم ولكن هذا الواقع الذي لامسته وشعرت فيه تلك الأيام وبعد متابعة مستمرة ومتأنية.. لقد أسر هذا الزمالك النادي العصامي قلبي وسحر عقلي دون إرادة مني بل ودون مشورة، فكانت صورة الزمالك الزاهية قد اكتملت عندي بعد متابعتي للمنافسات المصرية وأصبح بنظري هذا الزمالك أصدق أنباءً مما كنت أقرأ عنه سابقاً أو مما ينقله لي بعض الأصدقاء!
"استثناء"
إن مافعله الزمالك الموسم الماضي لايمكن أن يفعله غيره ولو بأحلام المنام، ماحدث كان اعجازاً يجب أن يفخر ويفاخر به العشاق ولذلك على المحبين أن يطرزوا ذلك الموسم بحروف من ذهب في التاريخ وللتأريخ.. يجب أن يقدم العمل الاستثنائي ومافعله نجوم الفريق كأنموذج للنشء والأجيال القادمة كعنوان للكفاح ولبلوغ الأهداف مهما بلغت العراقيل ذروتها.
كيف لا.. والفريق يحقق الدوري والكأس ويأمر البطولات في الخلود في القلعة رغم معاناة الفريق من حرمان التسجيل ومغادرة أبرز النجوم مع مدربهم الفرنسي.. موسم صعب على القلوب موسم استثنائي ليس على مستوى مصر العروبة.. بل استثناء سطره فريق عصامي على مستوى العالم كله.
"بطولة السوبر"
نعم كسب الأهلي السوبر فمبروك له.. لكنه كسبها بعد هيمنة زملكاوية وبهدية مجانية، لكنها تظل بطولة عابرة يجب أن تكون لقاحاً لماهو آت، ما أسعدني في لقاء السوبر هو مستوى الفريق الممتع والثقة الكبيرة بين نجومه والتفاهم الموسيقي، أما الهفوات فلا أنظر لها فهي دون النظر..! أعتقد مايحتاجه الزمالك في الفترة القادمة مهاجم يترجم هذا العمل ويتوج هذا الأداء البديع حتى يبلغ الذهب!
"جدار المستشار"
اختلف كثيراً مع رئيس الزمالك مرتضى منصور في خروجه عن النص.. ولكني في ذات الوقت أتفق معه أكثر في حماية هذا الكيان الذي يواجه أعاصير من كل حدب وصوب بعضها ظاهراً وما أكثر باطنها، ولعل قضية محمود عباس والحجر على حسابات النادي مثال حيّ على القسوة والضربات التي يتلقاها الزمالك دون أن يجد هذا الكيان وقفة أسوة بما يعامل غيره، أعتقد أن مرتضى هو جدار صلب لحفظ حقوق نادي الزمالك من الأيادي الطائشة، فليس هيناً أن يتولى أي شخص رئاسة الزمالك لأنه يحتاج الوقوف ضد طوفان متشعب يحاصر القلعة بكل قوة، وعليه أيضاً الوقوف مع فريقه بقوة العشق.. وهذه خصال قيادية لا أعتقد أنها تتوفر في غير سعادة المستشار على الأقل في الوقت الراهن.
"خاطرة"
افهموني .. حبي للزمالك .. لايعني كرهي للأهلي.. فقلبي مليء بحب الزمالك.. وليس لديه مكاناً شاغراً للكراهية!