من أهم أهداف علم الاجتماع التي قمت بقراءتها مؤخرا على أحد المواقع: تشخيص مختلف المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، ومعالجتها ووضع الخطط المختلفة للتصدي لها، ودراسة العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين الأفراد، ووضع أسس المجتمع المثالي، والتعريف بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة والتي تعمل على خدمة المجتمع.
بالطبع، كل هذه الأهداف السابقة، هي أهداف غاية في الروعة، وما أجمل أن تتحقق على أرض الواقع، ولكن هذه هي الأهداف المعلنة لعلم الاجتماع.
حيث إن هناك أهدافا خبيثة لم يتم الإعلان عنها، فقد حاول علماء علم الاجتماع المعرفي الأوائل (علماء الغرب) تحقيقها.
يقول الأستاذ الدكتور محجوب أحمد كردي رئيس قسم الاستشراق بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة عن المنهجية التي استخدمها علماء علم الاجتماع المعرفي أثناء دراستهم للإسلام بأنها «طريقة التناول التي تنكر المصدر الرباني للعقيدة الإسلامية، وترجع وجود الأفكار والمبادئ العقدية في الإسلام إلى حوادث وظروف تاريخية واجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إلخ باعتبار أن هذه العوامل هي الباعث الحقيقي لتلك التعاليم الدينية».
يذكر الدكتور محجوب في دراسة بعنوان «منهجية علم الاجتماع المعرفي في كتابات بعض المستشرقين عن العقيدة الإسلامية» بعض الأمثلة التي تؤيد أن علم الاجتماع قد تم استخدامه من قبل المستعمرين لهدم العقيدة الإسلامية. على سبيل المثال، تجد «مونتجمري واط» يقول إن (سبب تمرد المرتدين كان تمردا سياسيا ضد نظام المدينة السياسي)، محاولا بذلك أن يطمس الحقيقة، (وهي أن أبا بكر الصديق قد قام بمحاربة مانعي الزكاة (المرتدين) ليس إلا من خلال منطلق الحفاظ على العقيدة، لقد تردد بعض الصحابة في المشاركة في محاربة المرتدين، ولكن الصديق قد أفتاهم بيقين أن من تمام حق (لا إله إلا الله) أن يعتقد ويعمل بكامل أركان الإسلام، والتي من بينها الزكاة).
الأمر باختصار، نحتاج أثناء تعاملنا مع علم الاجتماع أن نكون مثل لاعب خط الوسط المدافع، الذي إذا قام بدوره على أكمل وجه، فاز فريقه، فهو يقوم بإفساد هجمات الفريق المنافس، ومنع تسجيل الأهداف الخبيثة، ويسهل على فريقه بناء الهجمة المرتدة.
@salehsheha1