طرح مختصون، 4 حلول، لمواجهة انتشار مجموعات قردة البابون، في 6 مناطق بالمملكة، من بينها التصدير للمعاهد العلمية، للاستفادة منها في إجراء التجارب الطبية والدوائية المختلفة، إضافة إلى معالجات أخرى، كـ«الإخصاء»، لمنع التناسل، واستخدام أساليب الترهيب، لإبعادها عن المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب منع تقديم الأطعمة لها مطلقا.
حلول علمية
وقال الأستاذ المشارك في علم السلوك البيئي، في كلية العلوم، بجامعة الملك عبدالعزيز د. خالد كمال، إن تزايد أعداد القردة بشكل كبير، يرجع لاعتيادها على البشر، وتتحول إلى الموقف العدائي، حال عدم تقديم الطعام لها، مشيرا إلى أن مجرد طرد القردة، من مكان ليس حلا؛ لأنها ستذهب لمكان مأهول آخر، وبالتي فإن الظاهرة بحاجة إلى دراسة كاملة، وتطبيق حلول علمية، من بينها اصطياد الذكور وإخصاؤها، ثم إعادتها لنفس مجموعاتها، بحيث يتوقف التناسل، إلى جانب ترهيب القردة، بواسطة مكبرات صوت، بالأماكن القريبة من المساكن، والتوقف عن تقديم الغذاء لها بكل الطرق، وإبعاد الأهالي عن أماكن تواجدها، خاصة الأطفال.
وأضاف: هناك حل طويل الأمد، يتضمن الاستفادة من هذه الأعداد الكبيرة، بتصديرها إلى المعاهد العلمية العالمية للاستفادة منها لإجراء تجارب طبية كتأثير الأدوية وغيرها بدلًا من تطبيقها على الإنسان، خاصة أن «البابون» أقرب أنواع القرود للإنسان.
مفترسات طبيعية
وقال عضو هيئة التدريس ببرنامج علم الحيوان بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز د. حسن فلمبان، إن زيادة أعداد قردة البابون، حالة بيئية مُقلقة للتجمعات السكانية ومناطق الأنشطة الزراعية، وتحركها في جماعات يسهم في زيادة جرأتها وعدائها في مهاجمة مصادر الغذاء والمزارع، بجوار المجمعات السكنية.
وأضاف: منذ نحو 40 عاما، لم تكن المشكلة قائمة، ولكنها ظهرت بعد أن بدأت القردة تفقد مفترساتها الطبيعية التي تتغذى عليها نتيجة الزحف العمراني، ومن بين ذلك استهداف الليبارد «النمر العربي»، من قبل سكان المنطقة، لحماية مناطق الأنشطة الزراعية، مما ترك فراغا لجزء من الهرم الغذائي البيئي بالتدريج.
جلسات علمية
وبيَّن د. فلمبان أن طرق مكافحة الحيوانات الكبيرة الحجم مثل البابون ليست بالسهلة؛ فالمكافحة الميكانيكية والبيولوجية عبر «الشبوك» للحد في تقليص الأعداد، جيدة، ولكن تحتاج إلى جهود كبيرة من الجهات المعنية ووقت طويل لبلوغ أهداف المكافحة يصل إلى عشرات السنين، أما المكافحة الكيميائية باستخدام الطعوم السامة فنتائجها سريعة ولكنها مضرة، لبقية الكائنات الحيوانية والنباتية. وأشار إلى أهمية عمل جلسات علمية وبحثية وعصف ذهني تضم مختصين ومسؤولين معنيين في المحافظات الإدارية وبعض الأفراد والمواطنين الساكنين في مناطق انتشار القردة، ومن ثم رفع التوصيات، إلى جانب استمرار مراقبة الحالة لفترة 5 - 10 سنوات لتوثيق النتائج مع استمرار مناقشتها علميا وتفعيلها تطبيقيا وعمليا.
وكان مدير البيئة البرية في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أحمد البوق، كشف عن رصد 500 مجموعة من قردة البابون العدائية، بعد بلاغات لمواطنين، مشيرا إلى أن المشكلة تمتد لأكثر من 4 عقود في جنوب غرب المملكة، وتعاني منها 6 مناطق تشمل جازان ونجران وعسير والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وأوضح أن أسباب الظهور ترجع إلى تحولها إلى مجموعات «مستأنسة»، تعيش حول المدن والقرى والتجمعات السكانية، وسبب عدائية القردة يرجع لتعودها على الأغذية البشرية المقدمة لها، إذ إنها لم تعد تعتمد على الغذاء البري، وقد جرى التنسيق مع الجهات المعنية لمخالفة مَن يطعمها.
وبيَّن أن المركز تلقى أكثر من 2800 بلاغ من الأهالي، وتمت الاستجابة لأكثر من 65 %، من هذه البلاغات، أي أكثر من 1900 بلاغ، مع توعية المواطنين وزيارة المواقع وطرح بعض الحلول العاجلة مثل استخدام السياجات الكهربائية الآمنة.
«الحياة الفطرية» توصي بسياجات كهربائية آمنة
التوقف عن تقديم الغذاء لها بكل الطرق
استخدام أساليب ترهيبية تبعدها عن المواقع المأهولة