يعد الدكتور المؤرخ ورئيس الجمعية المهنية للآثار في السعودية سعد بن عبد العزيز الراشد، من أهم المؤرخين وعلماء الآثار، إذ حصل على العديد من الجوائز، وتم تكريمه مؤخراً ضمن نخبة من رموز الثقافة والتراث والفنون في دول مجلس التعاون الخليجي؛ تقديراً للجهود الكبيرة في إثراء المنجزات الثقافية، وذلك على هامش الاجتماع السادس والعشرين لوزراء الثقافة الخليجيين.
اعتراف بجهود ذوي الاختصاص
وأثناء التكريم، قال د. الراشد إن "تكريمي مع كوكبة المبدعين يعد اعترافًا بجهود ذوي الاختصاص في مجال الآثار والتراث الحضاري والعمل المتحفي، وبهذه المناسبة أجد لزامًا أن أوجه الشكر أجزله لصاحب السمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود وزير الثقافة على اختياري ضمن المكرمين والشكر موصول لهيئة التراث، التي تشرفت بالعمل فيها عندما كان قطاع التراث تحت مظلة وزارة التعليم ممثلًا في "وكالة الآثار والمتاحف"، ثم بعد انتقال تبعية الآثار للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبعدها انتقال الآثار لتصبح إحدى قطاعات وزارة الثقافة".
مكتشفات أثرية في الخليج والمملكة
تابع د. الراشد: "أحمد الله على هذا التكريم لجهودي العلمية والعملية في مجال الآثار ابتداءً من جامعة الملك، وخلال مسيرتي في العمل الآثري الميداني والبحثي والمسؤولية الرسمية، أما على مستوى مجلس التعاون فبفضل الله كان لي إسهام متواضع مع زملائي مسؤولي الآثار بدول المجلس في توحيد الجهود والتعاون العلمي والميداني".
وأكد د. الراشد أهمية الوحدة الحضارية للجزيرة العربية، مشيرا إلى أننا نلمس اليوم على أرض الواقع المكتشفات الأثرية في جميع دول مجلس التعاون، خاصة في السعودية التي تضم آلاف المواقع الاثرية ونهضة متحفية واعدة، وحضورًا مميزًا في المنظمات الإقليمية والقارية والدولية.
أول جمعية مهنية للآثار
أما حول الجمعية المهنية للآثار، فذكر د. الراشد أنها تعد أول جمعية مهنية للآثار، وهي واحدة من الجمعيات المهنية ست عشرة جمعية مهنية في 13 قطاعًا ثقافيًا وتأسست تحت مظلة استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي، ويأتي تأسيسها ضمن المبادرة الأولى، التـي تتعلق بتأسيس الجمعيات المهنية الأساسية، وتهدف الجمعية إلى تنمية الوعي بقطاع الآثار، والإسهام في تطوير قواعد الممارسة المحترفة فيه، والارتقاء بمستقبل العاملين فيه من خلال التدريب وتعزيز شبكات التواصل بين الممارسين، وتقدير المواهب ودعمها.
قريباً.. ممارسة نشاط الجمعية
وأشار إلى أن الجمعية في مرحلة التأسيس والمؤمل أن تبدأ ممارسة نشاطها بإذن الله قريبا بعد اكتمال الخطة الاستراتيجية وتكوين منظومتها الإدارية في مقر دائم، وسيكون لها بإذن الله دور فاعل في تعزيز العمل الأثري الذي تقوم عليه هيئة التراث، مضيفًا أنه عما قريب ستبدأ الجمعية بممارسة نشاطها ضمن الخطة الاستراتيجية، وسيكون لأعضائها ومجلس إدارتها دور كبير في تفعيل نشاطها وفقًا للأهداف التي من أجلها تم تأسيسها.
إطار مهني بالدرجة الأولى
وأكد أن إطار عمل الجمعية مهني بالدرجة الأولى، بمعنى أنها تعزز المجتمع المحلي، وحصر الكفاءات المهنية في مجال الآثار من الآثاريين، والكفاءات الفنية من مهندسين، ومتخصصين في أعمال المساحة، والتصوير، والرسم، والترميم، ومسارات أخرى كثيرة، ولا تتعارض مهامها مع الجمعيات الأخرى ومنها الجمعية السعودية للدراسات الأثرية.
التعاون مع الجهات ذات العلاقة
أما حول تعاون الجهات والهيئات والمؤسسات المعنية بالآثار، فقد أكد المؤرخ أنه أمر غاية في الأهمية، وأن هيئة التراث والقطاعات الأخرى في وزارة الثقافة لها خططها الاستراتيجية، ولا توجد موانع في التعاون مع الكليات والأقسام في الجامعات السعودية والمنوط بها تخريج كوادر علمية وفنية في مجال الآثار والمتاحف وإدارة التراث، بالإضافة إلى النشاط البحثي.