يعد رصد الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع خلال الأيام الماضية مخالفة أربعة اعلاميين متمثلة في تأجيج التعصب الرياضي أمر جميل جدا، ومثل هذا القرار من الهيئة ربما سيضع حدا لحالة التأجيج المرصودة إعلاميا طيلة الفترة الماضية من البعض وليس الكل، حيث أصبح الشارع الرياضي فرصة للبعض من أجل السير فيه ونقد هذا ومهاجمة ذاك، حبا في نادي معين وإرضاء لجماهيره، أو كرهًا في النادي الآخر وعداوة له.
بعض البرامج الرياضية يجب ان تغير من نهجها الذي تسلكه من أجل استقطاب أكبر عدد من الجمهور عبر المحاور التي تتناولها في حلقاتها من اجل التأجيج لتعصب او مهاجمة نادي او حكام ، نعم للانتقاد البناء والهادف في سبيل تصحيح أخطاء معينة ، لكن أن أنصّب نفسي محاميا عن نادي معين طيلة الوقت وفي كل حلقة وعلى مدى موسم كامل فهذا الامر المكشوف للجميع لم يعد يحتمل في تلك البرامج.
في الإعلام نبحث أحيانا عن الإثارة، لكن يجب أن تكون مقبولة وليست منبوذة، إثارة تقبلها القلة وترفضها الكثرة، نتحاور بهدوء لنصل برسالتنا إلى هدف مقبول، الصراخ الذي كنا نراه في برامج خارجية تتحدث في أمور بعيدة عن الرياضة انتقل الينا في برامج رياضية من باب الدفاع عن النادي الذي أشجعه، من الأجدر ان تكون بمنأى عنه.
المخالفات الأربع لن تكون الاخيرة مادامت سياسة بعض البرامج لم تتغير، والهدف الاسمى من الرياضة ومن الإعلامي الرياضي هو التقريب لا إحداث الفجوات، والتشجيع في حدود المقبول لا تجاوز الحدود إلى درجة الرفض من الجميع، اطرح رأيك كناقد رياضي بدون الفرض على الآخرين، والنقد لا يجب أن يكون عبر مقولة (خالف تعرف)، بل من باب الاقتناع بالنقد نفسه بعيدا عن أي أمور أخرى.
