تفشَّت بيننا ظاهرة اجتماعية غير صحية، لم تكن موجودة من قبل، لا في جيل الآباء أو الأجداد، ألا وهي ظاهرة عدم إلقاء تحية السلام على بعضنا البعض، وصار من الطبيعي أن تشاهد شخصَين يتقابلان دون أن يبادر أحدهما بإلقاء التحية على الآخر، أو يدخل على جمع من الناس في مجلس دون إلقاء تحية السلام عليهم، بل والعجب كل العجب، أن ينظر لك البعض شزرًا عندما تلقي على أحدهما السلام، وصرنا نتغافل عن وصية النبي «عليه الصلاة والسلام» حين قال: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمِنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، ألا أدلُّكم على ما تحابُّون به؟ قالوا: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: أَفشوا السلامَ بينَكم).
هذه الظاهرة الغريبة ساهمت في وجود نوع من الجفاء بين أفراد المجتمع، وأصبح الواحد منا يشعر بالغربة بين أفراد مجتمعه، بحيث أصبح يتحرج من إلقاء السلام، على الرغم من أننا أمرنا بإلقاء السلام على مَن عرفنا ومَن لم نعرف، فعَنْ عَبْدِالله بْنِ عَمْرو «رَضِيَ اللهُ عَنْهمَا» أنَّ رَجُلًا سَألَ النَّبِيَّ «صلى الله عليه وسلم»: أيُّ الإسْلامِ خَيْرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».
ولو أننا عملنا بوصية النبي «عليه الصلاة والسلام» بإفشاء السلام بيننا، لسادت الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، ولأصبحت المودة هي السمة السائدة له، فعن أبي هريرة «رضي الله عنه»، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
إن من واجبنا اليوم، إحياء هذه السنة، ونشرها بين الناس، عندما نقابل أحدًا ما أو عندما ندخل على أحد المجالس، وأن نعلم ونربي أبناءنا على هذا الخلق العظيم، وأن نتواصى فيما بيننا على ذلك، عملًا بسنة نبينا الكريم، وحرصًا على تلاحم المجتمع ورفعته.قال الشاعر:
سلامٌ وتسليمٌ وألفُ تحيةٍ
وصفوُ وِدادٍ لا يكدره الدهرُ
وذكرُ جميلٍ معْ فضائل جمةٍ
وإسداء معروف يكرره الشعرُ
@azmani21