"الحوار نصف التربية".. عنوان المناظرة الأسرية التي استضافتها فاعليات اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، ونظمتها جمعية الاجتماعيين.
تحاورت خلالها الدكتورة رقية الريس، رئيس منصة الشباب في الجمعية، مع الدكتورة فاطمة البلوشي المتخصصة في علم الاجتماع، وأبرزتا خلالها أثر الحوار الأسري وأهميته في تشكيل تجربة أسرية وعائلية ناجحة، وعلى قدر كبير من المسؤولية.
وتعد المناظرة من الفاعليات الثقافية المصاحبة للمعرض، والتي أبرزت دور الإعلام والتقدم التقني ومنصات التواصل الاجتماعي في غرس الهوية والقيم، مشيرة إلى أن سلوك الأبناء هو مسؤولية العائلة، إلى جانب توضيح أهمية الاقتداء بالتجارب الأسرية الناجحة.
وقالت الدكتورة فاطمة البلوشي: "في الوقت الذي زاد فيه حجم الانشغالات لدى جميع أفراد الأسرة، كان لا بد من وقفة غاية في الأهمية لخلق مساحة خاصة يومية للحوار الأسري، سواء على مائدة الطعام أو غيرها؛ لأن الطفل أو المراهق الذي ينشأ في أسرة متحاورة، يتبع أثر ذلك في المستقبل، ويجعل منه شخصًا فاعلًا في المجتمع".
الحوار يخلق في الأسرة فن الإصغاء
أضافت البلوشي: "الحوار الأسري له العديد من الأهداف والنتائج، فهو يعمل على ترسيخ العلاقات الأسرية، ويصقل شخصية أفراد الأسرة، كما يسهم في وضع القواعد والأسس التي تساعد العائلة على تخطي العقبات والتحديات، كما يخلق في أوساط الأسرة فن الإصغاء الذي يعد من مرتكزات الحوار الناجح والفاعل".
وتطرقت إلى أهمية تعزيز الصحة النفسية ورفع مستوى الثقة لدى الأطفال واليافعين بأنفسهم، لينطلقوا إلى مستقبلهم بثبات بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، وتحديدًا الاهتمام بمتابعة الأطفال على شبكة الإنترنت؛ لما لها من مخاطر جسيمة في حال الإفراط في استخدامها أو سوء استخدامها.
توسيع دائرة الاحتواء الأسري
بدورها، أكدت الدكتورة رقية الريسي الدور المهم للحوار الأسري في توسيع دائرة الاحتواء الداخلي لأفراد الأسرة، والحد من توجه الطفل للبحث عن مصدر احتواء خارجي، فالأسرة هي المسؤول الأول عن هذا الأمر.
وقالت: "إذا قمنا -كعائلات وأولياء أمور- بتطبيق العلاج المعرفي السلوكي مع أفراد أسرتنا، سنلمس حينها العديد من الفروق في مسار العائلة، فحياتنا هي نتاج أفكارنا، والحوار الذاتي أيضًا يؤثر على هذا السلوك، من خلال اتخاذ القرارات المعرفية والسلوكية الإيجابية، فعلينا جميعًا أن نشجع أطفالنا على الحوار معنا، حتى لا يبحثوا عن مصدر خارجي قد يكون سببًا في التأثير على سلوكهم بشكل سلبي".