«إن المملكة لا تقبل فسادًا على أحد، ولا ترضاه لأحد، ولا تعطي أيًّا كان حصانة في قضايا الفساد».. حفظكم الله يا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهدكم الأمين، وأدامكما عزًّا وذخرًا لنا نحن شعبكم الوفي في هذا الوطن الغالي.
الشاهد.. الرؤية المباركة ٢٠٣٠ والتي كان من أهم محاورها تجسيد خارطة طريق لمكافحة الفساد على جميع الأصعدة والمستويات للقضاء عليه.
خيانة الأمانة جريمة كبرى يرتكبها المُفسدون في الأرض؛ لحصولهم على مطالب غير مشروعة، واستخدام سلطتهم لمصالح خاصة اختلفت أشكالها.
سرطان ينهش الأمم والشعوب، ويُحيلها إلى رميم. يصيب المفاصل الحيوية في الدولة ومؤسساتها وإداراتها، ويُشل حركتها، الكل يعرف ذلك باستثناء الذي لا يريد أن يعرف.
فساد إداري ومالي وأخلاقي، حمانا الله منه، آفات وعوامل مدمرة فالرشوة مثلًا يقوم بها المفسدون يخالفون فيها الأصول وأخلاقيات المهنة لصالحهم ولصالح غيرهم من المرتشين.
أما المحسوبية فحدِّث ولا حرج، من أخطر أشكال الفساد الذي يدمر الوطن اجتماعيًّا واقتصاديًّا.
أسلوب استغلال السلطة والنفوذ غير المشروع قانونيًّا يكون لخدمة مصالح شخصية أو أشخاص معينين قرابة، أو انتماءً عرقيًّا أو طبقيًّا أو صداقة، يُرقون لمناصب قيادية، أو يُمنحون علاوات ومكافآت، في الأصل لا يستحقونها، أو ما شابه ذلك من أنواع الفساد، في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والنتيجة.. فشل ذريع للموظف، وفشل في المكان غير المناسب الذي وُضع فيه، وبالطبع شلل تام للمؤسسة تبعًا لذلك. فقط لا غير.. أما المكافآت الممنوحة بغير وجه حق تتبخر وتذهب مع الريح.
أين المواطنة الحقيقية؟!! وأين تكافؤ الفرص المفروضة؟، أعتقد أنها مسميات وشعارات فقط.
عندما يتصرف صاحب المنصب أو أي موظف، كائنًا مَن كان بصفته الرسمية وبغير الرسمية ليحقق مكاسب شخصية، حينها يكون مفسدًا ومشاركًا في زعزعة استقرار الوطن، ومهددًا سلامة وأمن المجتمع، ممهدًا أرضًا خصبة للأنشطة الإجرامية في وطنه، كالذي يسرق من مال أبيه ويهبه للصوص.
الفساد والجريمة وجهان لعملة واحدة.
دائمًا وأبدًا عندما تغيب المبادئ والقِيَم الأخلاقية، يصبح المحظور مباحًا، وتصبح العلاقات الإنسانية تحكمها مبادئ المصلحة، حينها يُفقد الحس الوطني ويرتفع الشعور بألا مسؤولية، وعدم الخوف من الرقيب الأعلى «سبحانه»، زد على ذلك الشجاعة الغائبة عن بعض أفراد المجتمع الذين يرون الخلل ويصمتون.
الفساد يضر بالجميع، خاصة الساكت عن الحق، وكذلك المفسد نفسه ضرره عظيم، «وعلى نفسها جنت براقش».
ولا أعمِّم، فشعب هذا الوطن مخلصون لوطنهم حريصون على مصالحه، وأعوان متجردون من المصالح الشخصية، يقدمون أرواحهم فداءً للوطن «ما عدا قلة».
ومن واجبي الوطني أن أشيد بالدور الكبير الجبار الذي تقوم به الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» في حماية النزاهة، وتعزيز مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد بكل أشكاله وأساليبه. شكرًا لا تكفي، والجزاء من رب العالمين.
[email protected]