قال موقع «ذي كونفيرسيشن» الأمريكي إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، قد تضع باكستان على حافة الهاوية، وسط رواج لنظريات المؤامرة، مشيرة إلى أن اتهام «خان» للحكومة بتدبير الهجوم، يمكن أن يتحول إلى عنف سياسي واسع النطاق.
تحقيق مشترك
وأضاف: أدت محاولة اغتيال عمران خان في 3 نوفمبر إلى دخول باكستان مرحلة أخرى من عدم الاستقرار السياسي، مع زيادة احتمالية اندلاع المزيد من العنف السياسي.
وأوضح التقرير أن الحكومة الباكستانية بزعامة شهباز شريف ردت على الحادث بإدانة محاولة الاغتيال، لكن الوزيرة رنا سناء الله قالت: قانون طبيعي أن يحترق بالنار أولئك الذين يشعلونها.
وتابع التقرير: طالبت الحكومة الوطنية حكومة البنجاب بتشكيل فريق تحقيق مشترك للتحقيق في الهجوم.
هجوم مصطنع
ومضى التقرير يقول: أثار آخرون تساؤلات، حول الأمن الممنوح لرئيس الوزراء السابق في مقاطعة البنجاب، إذ توجد حكومة بقيادة حزب حركة الإنصاف التي يتزعمها خان.
وأردف: تكثر نظريات المؤامرة حول حادث إطلاق النار، منها مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الهجوم تم تدبيره من قبل حركة الإنصاف لتعزيز الدعم لعمران.
وتابع: قبل أيام قليلة فقط من الحادث، أطلق لاعب الكريكيت الدولي السابق الذي تحول إلى سياسي، مسيرة ثانية في غضون 5 أشهر من أجل ما يسميه بـ«الحرية الحقيقية».
قوى خارجية
وأضاف التقرير: يتهم آخرون القوى الخارجية بإثارة عدم الاستقرار في أعقاب زيارة رئيس الوزراء شهباز شريف إلى الصين، إذ التقى بالرئيس شي جين بينج وأعاد الزخم للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
أسباب دينية
وأردف: هناك ما تردد عن اعتراف القاتل المزعوم بأنه كان بدافع الحماسة الدينية، إذ لم تتوقف مسيرة عمران عن عزف الموسيقى حتى أثناء الأذان.
ولفت إلى أن ذلك يستحضر الأسباب التي استند إليها ممتاز قادري باغتيال حاكم البنجاب آنذاك سلمان تيسير، وبالتالي فإن هذا التفسير، بكل تناقضاته، يضع المحاولة خارج نطاق المكائد السياسية.
مستقبل غير مؤكد
ومضى التقرير يقول: كان رد فعل أنصار عمران سريعًا. ووقعت مظاهرات في جميع محافظات البلاد، حيث هتف الناس بأن الهجوم تجاوز الخط الأحمر، وأنهم سيضحون بأرواحهم من أجل عمران.
وتابع: أدى تدفق الدعم لعمران والغضب تجاه الحكومة إلى دفع البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار المتزايد، والمستقبل الآن غير مؤكد.
حياد الجيش
وأردف: في الماضي، كان من الممكن أن يسيطر الجيش الباكستاني على حالة عدم الاستقرار، كحارس للقانون والنظام في البلاد.
وتابع: خلال 75 عامًا من وجود باكستان، تدخل الجيش بشكل مباشر أو غير مباشر في السياسة عندما عانت البلاد من عدم الاستقرار، حتى لو لم تتم الموافقة على تدخله، ظل السياسيون والمجتمع يعملون ضمن الإطار الذي حدده الجيش.
وأردف: لكن في باكستان المعاصرة، وبالنظر إلى مدى الاستقطاب السياسي والاجتماعي الذي وصل إلى مستوى لم يشهده تاريخ البلاد، قد لا يتمكن الجيش من لعب هذا الدور.
وأشار إلى أن رئيس أركان الجيش قمر جاويد باجوا أكد بالفعل أن الجيش سيبقى على الحياد.
وأضاف: حتى إذا استمر عدم الاستقرار وقرر الجيش التدخل، فإن رد فعل أنصار عمران سيكون مختلفًا تمامًا عن رد فعل الناس على التدخلات العسكرية السابقة.