قالت مجلة "بوليتيكو" إن خوف الشعب الإيراني من نظام الملالي آخذ في التآكل.
وأشار مقال لـ "جيمي ديتمير"، إلى أن الملالي في طهران يواجه اثنين من أكبر التهديدات، التي يمكن أن تواجهها الأنظمة الاستبدادية وهما تمرد تقوده النساء والسخرية العلنية.
النساء والسخرية
ومضى الكاتب يقول: يمكن أن تكون الحركات النسوية وحقوق المرأة أداة قوية ضد الاستبداد، في حين أن السخرية يمكن أن تقوض معنويات النظام، وتكسر الغموض الذي يميزه والحكم بالتخويف.
ولفت إلى أن الاحتجاجات، التي استمرت لأسابيع على مستوى البلاد ضد الملالي تضمن هذين العنصرين.
سلسلة احتجاجات
ونوه بأن الحكومات الأجنبية والمراقبين المتمرسين يقيّمون ما إذا كان رد الفعل العنيف على مقتل مهسا أميني يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام.
وأضاف "ديتمير": شهدت إيران احتجاجات مناهضة للحكومة من قبل، وعلى الأخص في 2009، عندما ظهرت ما يسمى بالحركة الخضراء لتحدي الانتخابات الرئاسية المزورة، وطالب المتظاهرون بإقالة محمود أحمدي نجاد من منصبه.
وتابع: استمرت الاضطرابات لأشهر، حتى 2010، لكنها انتهت في النهاية بسجن قادتها.
وأردف: في 2019، واجه النظام سلسلة متتالية من الاحتجاجات الشرسة مرة أخرى، لكن بسبب إنهاء دعم الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار.
واستطرد: تصاعدت المطالب للإطاحة بالمرشد علي خامنئي، بعد أن لجأ الملالي وقوات الأمن إلى أعمال عنف أخطر مما حدث عام 2009، حيث قُتل ما يقدر بنحو 1500 شخص في غضون أسبوع في أحداث 2019.
احتجاجات أكثر خطورة
وأضاف المقال: لكن هذه المرة ، تبدو الاحتجاجات مختلفة وأكثر خطورة على النظام.
ولفت إلى أن المتظاهرين يرددون "الموت للديكتاتور" منذ البداية تقريبًا، مرددين صرخة الحشود، التي سادت عام 1979، عندما تمت الإطاحة بشاه إيران.
وتابع: على الرغم من اعتقال 12 ألف شخص في الأسابيع الستة الماضية، لم يرتدع المتظاهرون ولم يهدأوا، رافضين التعرض للترهيب من خلال التهديدات والإنذارات.
ميزتان بارزتان
واستطرد يقول: بالمقارنة مع التحريض في كل من عامي 2009 و2019، فإن الاحتجاجات الحالية لها ميزتان بارزتان جديدتان.
وأضاف: على سبيل المثال، بسبب غضبهن من وفاة أميني وسخطهن من سيطرة وتخويف الملالي الكارهين للمرأة، فإن النساء الإيرانيات هن مَن يحشدن للثورة.
ومضى يقول: على الرغم من تصعيد القمع وما يقدر بنحو 272 حالة وفاة حتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كانت قوات الأمن الإيرانية المنهكة لديها الجرأة على قتل النساء.
تناقضات الحرس الثوري
وتابع: من المثير للاهتمام، أن الحرس الثوري، الذي لديه سجل حافل في سحق المعارضة، لم يتم نشره بعد.
ولفت إلى أن بعض مراقبي الشأن الإيراني يقولون إن قادة الحرس الثوري الإيراني شن حملة قمع، لكن الرتب الدنيا أقل تحمسًا لذلك ربما لمشاركة أقاربهم في الاحتجاجات.
وأضاف: من المثير للاهتمام أن بعض الاحتجاجات الأكثر حدة حتى الآن قد شوهدت في المدن المحافظة تقليديًا في قم ومشهد.
وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني ربما يتحسب أيضًا من أن العنف ضد المتظاهرات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية بسهولة ويزيد من نزع الشرعية عن النظام.