أرجع محللون ماليون انخفاض مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية الأسبوع الماضي إلى النتائج السلبية لقطاع البتروكيماويات، التي ضغطت على المؤشر الرئيسي، فضلا عن رفع أسعار الفائدة، متوقعين أن تبدأ عمليات الارتداد في الأسبوع الحالي، فيما يترقب السوق اجتماع أوبك المقبل في ديسمبر، وقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي حول أسعار الفائدة.
وأكد المحلل المالي عبدالله الجبلي، أن رفع أسعار الفائدة منذ بداية الأسبوع الماضي، إضافة إلى النتائج السلبية لقطاع البتروكيماويات ضغطا على المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم، فيما خيم اللون الأحمر على معظم الجلسات.
بدء عمليات الارتداد الأسبوع الحالي
وقال الجبلي: إن من المتوقع أن تبدأ عمليات الارتداد الأسبوع الحالي، مع عدم الثبات من الناحية الفنية لمؤشر سوق الأسهم فوق مستوى 11500 نقطة، والعودة إلى 11800 نقطة، مما يفتح باب استمرار عمليات النزول حتى مستوى 10600 نقطة.
وأوضح أن تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي واضحة في عزم البنك على الاستمرار في عمليات رفع الفائدة خلال الشهر المقبل، مشيرا إلى أن من ضمن التأثيرات المتوقعة على سوق الأسهم اجتماع أوبك مطلع شهر ديسمبر المقبل والمناقشات حول إمكانية خفض آخر للإنتاج، أو الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية.
وأكد المحلل المالي حمد العليان، أن أي سوق بالعالم يتأثر بالعوامل الجيوسياسية، إلا أن الأمر يختلف من سوق إلى آخر، مشيرا إلى أن السوق السعودي تاريخيا من بين الأسواق الناشئة الأقل تأثرا في الأخبار الجيوسياسية.
تأثير طفيف للأحداث على سوق الأسهم السعودي
وأضاف العليان، إن في عام 2005 كان السوق يسجل ارتفاعات قوية رغم وجود توترات في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن الأزمة المالية في عام 2008، فنجد أن السوق السعودي تأثر قليلا عكس الأسواق الأخرى التي انهارت.
وأوضح أن السوق السعودي يعتمد على ثلاثة عوامل منها التحليل السلوكي فضلا عن التحليل الفني والتحليل المالي، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة كان السوق يعتمد بشكل كبير على حركة أسواق النفط، ولكن حاليا المؤثر على السوق نتائج الشركات الربعية، التي شهدت تراجعا كبيرا في نتائج قطاع البتروكيماويات مما أثر على المؤشر بشكل كبير.
وتوقع أن يكون تأثير العوامل الجيوسياسية على الأسواق الناشئة قليلا، خاصة أن كل زمن يرتبط السوق بعامل معين بعملية التذبذبات سواء بالصعود أو النزول.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستكون فرصة جيدة للسوق بعد الارتفاعات التي حدثت في أسعار البترول، إذ شهدنا مستويات لم تحقق منذ شهرين. تراجع متوسط التداول اليومي في سوق الأسهم الرئيسية، بنسبة 15 %، خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 5.34 مليار ريال، مقارنة بـ 6.26 مليار ريال خلال الأسبوع قبل الماضي.
وأنهى مؤشر السوق الرئيسي، تعاملات الأسبوع الماضي، على انخفاض بنسبة 2.3 % بتراجع 270 نقطة مغلقا عند مستوى 11439 نقطة، وذلك مقارنة بإغلاق الأسبوع قبل الماضي عند 11710 نقاط.
واستمرت الشركات المدرجة في السوق الرئيسية في الإعلان عن نتائجها المالية للفترة المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، ومن أهم الشركات المعلنة خلال الأسبوع الماضي أرامكو وسابك، فيما تنتهي الفترة الرسمية المحددة للإعلان عن النتائج المالية بنهاية الأسبوع المقبل.
وقرر البنك المركزي السعودي «ساما» الأسبوع الماضي، رفع أسعار الريبو العكسي والريبو بـ 75 نقطة أساس، بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع معدل الفائدة.
وكشفت وزارة المالية، خلال الأسبوع الماضي، عن تقرير لأداء الميزانية العامة للدولة للتسعة الأشهر الأولى لعام 2022، وأظهرت البيانات تسجيل فائض في الميزانية قدره 149.5 مليار ريال، إذ بلغت الإيرادات 950.2 مليار ريال والمصروفات 800.7 مليار ريال.
وسجل 13 قطاعا انخفاضا خلال الأسبوع الماضي، تصدرها قطاع إدارة وتطوير العقارات بنسبة 5.6 %، تلاه قطاع المواد الأساسية بنسبة 5.1 %.
وتراجع قطاع البنوك بنسبة 1.9 %، في حين سجلت 8 قطاعات ارتفاعا تصدرها قطاعا الخدمات التجارية والمهنية والتطبيقات وخدمات التقنية بنسبة 2.6 %.
وانخفضت أسعار أسهم 145 شركة خلال الأسبوع الماضي، مقابل ارتفاع أسهم 61 شركة، ولم تسجل أسهم 7 شركات أي تغير.
وشهد الأسبوع الماضي تنفيذ 5 صفقات خاصة على عدد من الشركات المدرجة في السوق الرئيسية.