يخطر غالبًا في عقول الناس، عند ذِكر جملة أنيس الروح، الأشخاص الذين من حولنا كالأقارب والأصدقاء، فالنفس تأنس إن رأت أحبابها، ولكن أنيس الروح ليس محددًا على الجنس البشري فقط، فالحيوانات الأليفة تأنس الروح والنفس، وتبعث الحب والحنان لصاحبها.
دائمًا أنصح الأشخاص الذين لديهم القدرة على الاعتناء بالحيوانات الأليفة أن تقوم بتبنّيها وتربيتها؛ لأنها تبعث للنفس السعادة والطمأنينة، وأيضًا تربيتها لا تعتمد على التحسين من مشاعرك فقط، بل على مشاعرها، فعندما تكون أنت محبًّا وودودًا لها سوف تقدم لك الحب والمودة، فالحب والمشاعر متبادلة بينك وبينها.
والحيوانات الأليفة هي ليست مجرد مخلوقات عديمة الأحاسيس والمشاعر، هي تشعر بما تشعر به إن كان ألمًا، سعادةً، حزنًا، وغضبًا...، فرفقًا بها ولمشاعرها وأجسادها الضعيفة، فليس من القوة والشجاعة أن تؤذي مَن هم أقل منك مقدرة.
والدليل على أن الحيوانات الأليفة قادرة على شفاء الروح ومأنستها، يوجد مستشفى بريطاني في مدينة مانشستر يلجأ لاستخدام الحيوانات الأليفة لعلاج الأمراض النفسية، وفي هذه النشاطات لا يُشترط وجود إشراف من الأخصائيين، بل يتم ترك المريض مع الحيوان ليتفاعل معه.
عند اتخاذك قرارًا في الاعتناء بالحيوانات الأليفة، لا تجعل الهدف من ذلك التجارة بها، فهذا الفعل ليس إنسانيًّا ولا هو فعل يرضاه الله، لأنها في النهاية أرواح، وليست سلعًا للبيع بأسعار مرتفعة، وقد حرَّم الله المتاجرة بالأرواح.
وقد أوصانا الله والرسول "صلى الله عليه وسلم" بالرحمة والرفق بالحيوان والعناية به، والإحسان بالحيوان يعود عليك بمنافع في الدنيا والآخرة.
وبالمختصر.. تربيتك للحيوانات الأليفة تجعل منك شخصًا محبوبًا وإيجابيًّا يهتم بشؤون غيره، وإن لم يكن لديك حيوان أليف، ولديك القدرة على رعايتها، تبنَّها، فقد تكون لك أنيسًا ونورًا لروحك المنطفئة.