لفتت أزمة الطاقة في أوروبا هذا العام نظر الكثيرين إلى أهمية الغاز والطاقة الذين أصبحا من ضررويات الحياة اليومية، بعيدًا حتى عن أهميتها للصناعات الثقيلة واقتصادات الدول.
وهو ما ضغط على الاقتصاد الأوروبي بشكل كبير، حيث أصبحت مضطرة إلى البحث عن مصادر أخرى للغاز، حتى وإن كانت أعلى في التكلفة، ولذا لجاءت إلى الولايات المتحدة، التى زادت شحنات الغاز بها إلى الخارخ بأكثر من 11% على مدار الأشهر العشرة الأولى من العام، مع زيادة الصادرات إلى أوروبا بنسبة 150%.
أسعار الغاز
وبالطبع بدأت الأسعار المحلية في أمريكا بالارتفاع، لأن إنتاج الغاز الطبيعي أقل بكثير من الصادرات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الأمريكية قرب أسعار الغاز العالمية في نهاية المطاف.
وبالرغم من هذا فإن "جولدمان ساكس" توقع أن يصل متوسط سعر الغاز إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فيماا قال "بنك أوف أمريكا" أن سعر الغاز سيكون عند 4.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 2023، وهو أعلى بكثير من أسعار الغاز عن السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى أنه إذا استمرت أوروبا في الاعتماد على الغاز المسال الأمريكي فإن أسعاره ستكون عرضه لزيادات أكثر خلال العام القادم بسبب نقص البدائل.
الطاقة الشمسية توفر 29 مليار يورو
ولهذا اتجهت أوروبا إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة، لتخفيف تكلفة استيراد الغاز عن نفسها، إضافة إلى ضمان استمرارها لفترات طويلة، ولهذا كانت الطاقة المتجددة منخفضة الكربون، هى الحل الأمثل، خاصة وأن بعض أشكالها مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أرخص بكثير من محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي.
حيث استطاع الاتحاد الأوروبي انتاج 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين شهري مايو وأغسطس 2022؛ ما يساعد على توفير 29 مليار يورو (29.26 مليار دولار) محتملة من واردات الغاز الطبيعي، كما قدرت شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي" أن الطاقة الشمسية أصبحت الآن أرخص 10 مرات من حيث تكلفة البناء في أوروبا من مقارنة ببناء محطات جديدة لتوليد الغاز الطبيعي، اعتمادًا على مقياس التكلفة المتساوية للكهرباء.
