إذا قلنا إننا نعيش في عالم متغير يشهد تطورًا كل لحظة، فقد يتبادر إلى ذهنك التقدم التكنولوجي والعلمي الذي يهدف إلى زيادة رفاهية البشر وتسهيل حياتهم، لكن شكلًا آخر من التطور يسير جنبًا إلى جنب بجوار النوعين السابقين، وهو التغير البيئي.
يهدد التغير البيئي عالمنا كما يهدد حياتنا نحن البشر، وإن كنت لا تدرك مدى خطورته فقد تساعدك رحلة مستقبلية إلى كوكب الأرض بعد 80 عامًا من الآن لمعرفة بعض التبدلات البيئية الناتجة عن التغير المناخي.
في هذا التقرير نأخذك إلى عام 2100، لنرى الأرض في شكل مختلف عما نعرفه ونشاهده الآن.
معالم مختلفة.. كيف تتبدل الأرض في المستقبل
بعد 80 عامًا من الآن ستتبدل معالم الأرض، إذ سيقل عدد البشر وتختفي حيوانات من الوجود، وتغرق مدن وتجف أنهار، باختصار سنكون على أرض غير تلك التي نعرفها.
ويقف وراء ذلك بشكل كبير «الاحتباس الحراري»، إذ من المتوقع ارتفاع حرارة الأرض 3 درجات مؤية بحلول عام 2100 وفق ما تنقله صحيفة «إنسايدر» عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الأمر الذي سيخلف تأثيرات واسعة على أشكال الحياة على الكوكب.
The real #10yearchallenge? Climate change. According to @IPCC_CH #SR15, we have just over 10 years to #ActOnClimate before we cause irreparable damage to our planet. Take our free course on #ClimateAction and become a part of the solution. Enroll now! https://t.co/puzQgIiUoQ pic.twitter.com/Ujz7kEAnoH— The SDG Academy (@SDG_Academy) January 14, 2019
لا جليد قطبي في المستقبل.. ارتفاع الحرارة يهدده بالذوبان
حال استمرار البشر في إنتاج الغازات المغذية للاحتباس الحراري، فإن جليد القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند الملامس للمحيط سيذوب بحلول عام 2100 وفق توقع وكالة ناسا الفضائية، إضافة إلى أجزاء واسعة من جليد القطب الشمالي.
أضف إلى ذلك التهديد المباشر لحياة الحيوانات التي تعيش على هذا الجليد، فاختفاء العنصر الأساسي الذي يعتمدون عليه في حياتهم قد يسلبهم إياها، لذا لن يكون من المستغرب أن يندهش البشر في العام 2100 حين يرون دبًا قطبيًا أو بطريقًا بعد تعرض عدد كبير منها للانقراض.
تآكل القارات.. المدن الساحلية معرضة للغرق
هذا الذوبان الجليدي ستنتج عنه زيادة في مستوى سطح البحر بمقدار 63 سنتيمترًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مهددًا حياة ملايين البشر حول العالم من سكان المدن الساحلية، التي ستغرق جراء زحف البحر عليها.
وتوقعت دراسة سابقة في دورية ناتشر كوميونيكاشن عام 2019، تأثر 250 مليون شخص حول العالم بسبب غرق المدن الساحلية بحلول مطلع القرن المقبل.
وغير الخسارة المادية جراء غرق المدن، فإن خسارة أخرى معنوية تنتظر البشر مع اختفاء مدن ذات أهمية خاصة للإنسانية وطابع تاريخي، مثل الإسكندرية المهددة بالزوال بفعل ارتفاع مستوى مياه البحر.
ما هي البلدان المعرضة للخطر بسبب ارتفاع مستوى البحر؟#فرانس_برس pic.twitter.com/Va2YdioNMw— فرانس برس بالعربية (@AFPar) November 3, 2021
أحياء بحرية لن نراها مجددًا.. المرجان على رأس القائمة
من المتوقع مع ارتفاع حرارة مياه المحيطات انقراض ما يقدر بـ10 - 15 % من الأحياء البحرية، بحسب تقرير نشرته «بي بي سي»، وتأتي الشعب المرجانية على رأس قائمة المفقودات البحرية، إذ بفعل الحرارة والغازات الكربوينة التي تمتصها المياه يفقد المرجان حياته.
كوارث طبيعية أكثر قسوة ستهدد البشر باستمرار
سنشهد بحلول عام 2100 طقسًا أكثر قسوة جراء الاحترار العالمي، إذ من المتوقع زيادة هطول الأمطار الغزيرة، وبالتالي زيادة السيول، كما ستزيد العواصف والأعاصير في العدد والقوة، بحسب توقعات وكالة ناسا الفضائية.
أيضًا بفعل التغير المناخي سيضرب التصحر القارة الإفريقية، الشهيرة بغاباتها وحيواناتها البرية، كما تزيد على ذلك قلة الأمطار التي ستشهدها القارة في المستقبل بحسب «بي بي سي»، ما سيهدد حياة 22 مليون شخص وقتها.