مجموعة العشرين.. منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دولها من ناحية، ووجهات ومنظمات دولية تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد والتجارة في العالم من ناحية أخرى.
يمثل إجمالي إنتاج دول المجموعة 80% من إجمالي الإنتاج العالمي، وتستحوذ على 75% من حجم التجارة العالمي، ويمثل سكانها ثلثي سكان الكرة الأرضية، تجتمع كل عام في إحدى الدول المشاركة.
ويأتي نتاج هذه القمة على شكل بيان يُصدر بتوقيع المشاركين، ويعبر عن التزامات الأعضاء ورؤيتهم للمستقبل، ويصاغ من التوصيات والنتائج المختارة من الاجتماعات الوزارية ومسارات العمل الأخرى.
وعلى مدار العام قبل اجتماع رؤساء الدول المشاركة، تأتي اجتماعات أخرى بمشاركة وزراء وممثلي منظمات دولية، تكون تمهيدًا للاجتماع الأكبر، ويظهر نتاج تلك الاجتماعات في شكل توصيات تصدرها، وتسهم في صياغة البيان النهائي لقادة الدول.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الاجتماعات التي عُقدت هذا العام، والتي يمكن من خلال توصياتها أن نستشرف ما ستناقشه قمة العشرين بين الرؤساء.
المؤتمر الوزاري لتمكين المرأة
عقدت الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرين المؤتمر الوزاري الثاني حول تمكين المرأة، يومي 24 و25 من أغسطس 2022، في مدينة بالي، وجمع المؤتمر الوزراء المسؤولين عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
اجتمع المشاركون في المؤتمر لمناقشة ثلاثة مواضيع رئيسية:
- اقتصاد الرعاية بعد كوفيد-19 والفرص الضائعة في سوق العمل.
- سد الفجوة الرقمية بين الجنسين: مشاركة المرأة في الاقتصاد الرقمي والعمل المستقبلي.
- ريادة الأعمال النسائية وتسريع المساواة بين الجنسين.
كما أعرب المشاركون عن وجهات نظرهم حول آثار النزاعات الجيوسياسية الجارية على النساء والأطفال، وفهم التحديات والحاجة إلى عمل جماعي.
وأقروا أن أعمال الرعاية المنزلية والأسرية هي مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وكذلك مسؤولية البلدان لتطبيقها.
وسلطت الجلسة الضوء على أهمية تطوير النظم البيئية للرعاية والبنية التحتية، وكذلك صياغة سياسات صديقة للأسرة في دعم الصحة والتعليم والرفاهية.
مؤتمر وزراء البيئة والمناخ
عُقد المؤتمر في 31 من أغسطس الماضي، ونوقش فيه:
- تعزيز الإجراءات البرية والبحرية لحماية البيئة والمناخ.
- دعم الطاقة الأكثر استدامة.
- تعزيز تعبئة الموارد لدعم حماية البيئة والأهداف المناخية.
ودعا الأعضاء إلى إحلال السلام ووقف الأعمال العدائية وإنهاء الحرب، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي ستكون له آثار سلبية على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتغير المناخ وتدهور البيئة، فضلًا عن إعاقة تحقيق التنمية المستدامة.
جاء في بيان الاجتماع أن الدول ملزمة بمواصلة جهودها وتكثيفها لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
اجتماع وزراء الطاقة
في 2 من سبتمبر الماضي، اجتمع وزراء مجموعة العشرين المسؤولين عن الطاقة، للتركيز على الإجراءات الملموسة والعملية لتسريع تحولات الطاقة النظيفة والمستدامة والعادلة وميسورة التكلفة والشاملة.
وجاء البيان الختامي كالتالي: "نشعر بقلق بالغ من الصراعات المتزايدة والمستمرة في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، التي لها آثار سلبية على العالم.
نؤكد أنه ينبغي ألا تستخدم أبدًا الطاقة كأدوات للضغط السياسي.. ملتزمون بأن نضع حلولًا لتحقيق استقرار سوق الطاقة، وتعزيز أمنها واستدامتها وتسريع التحول لمصادر نظيفة لإنتاج الطاقة وإتاحتها بأسعار معقولة.
نسلط الضوء على العلاقة بين الطاقة والمناخ، ونؤكد مسؤوليتنا لتسريع إجراءات التخفيف من تغير المناخ من خلال الحد من الانبعاثات في قطاع الطاقة".
مؤتمر وزراء التعليم
في الثالث من سبتمبر، اختتمت اجتماعات وزراء التعليم والمنظمات الدولية في هذا المجال، وأعربت وزارة التعليم الإندونيسية عن تقديرها لمساهمة جميع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وكل الحضور.
وقال رئيس المؤتمر، إيوان سياريل، إن الاجتماعات الأربعة للمشاركين نجحت في وضع اللمسات الأخيرة على التقارير المعدة، باعتبارها مخرجات مجموعة العمل التي قدمت خرائط للتحديات في قطاع التعليم والاستراتيجيات المختلفة للنهوض به، إضافة إلى عرض أفضل الممارسات التعليمية في 26 دولة.
اجتماعات شباب العشرين
اجتمع شباب العشرين في الفترة من 17 إلى 24 من يوليو في جاكرتا وباندونغ، واستضافتهم الرئاسة الإندونيسية.
وناقشت الاجتماعات التعامل مع مستقبل الشباب فيما يتعلق بالبيئة والاستدامة والسلام والأمن والإدماج ومسائل العدالة.
وتختص لجنة الشباب، التي تتكون من مجموعة من الشباب المؤثرين على مستوى العالم، بمناقشة أربعة مجالات ذات أولوية: كوكب مستدام وصالح للعيش، وتوظيف الشباب، والتحول الرقمي، والتنوع والشمول.
وأقرت اللجنة بأهمية بناء السلام واستدامته كشرط أساسي للتنمية المشتركة، علاوة على ذلك، يأخذ شباب العشرين في الاعتبار أن العنف والصراعات المستمرة لها آثار على إمدادات الغذاء وأمن الطاقة والسلام العالمي والشؤون الإنسانية.
ودعا شباب العشرين قادة الدول المشاركة في قمة هذا العام إلى تبني سياسات سريعة ومنصفة تؤدي إلى التنمية المستدامة والنمو الإيجابي.
ومن المقرر أن تكون الملفات ذات الأولوية في اجتماعات الرؤساء بقمة العشرين هي: الطاقة المستدامة، والتحول الرقمي، وهندسة الصحة العالمية.