ذكرت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية، أن تظاهر الإيطاليين في روما تحت اسم «مسيرة السلام»، للمطالبة بوقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا يسلط الضوء على المقاومة، التي تواجه رئيسة الوزراء الجديدة جيورجيا ميلوني في تقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف.
وأضافت، في تقرير، "طالب أعضاء النقابات العمالية والجمعيات الكاثوليكية والكشافة والطلاب ومجموعة من النشطاء الاجتماعيين بوضع حد للقتال ومبادرة دبلوماسية دولية جادة للتفاوض على حل النزاع".
دعوة للحوار
نقلت الصحيفة عن د. سينثيا ماسيني، قولها: "الأوكرانيون يموتون والروس يموتون ولا معنى لذلك، نحن نرسل الأسلحة بينما أبناؤنا وبناتنا يشعرون بالدفء والراحة في أسرتهم والأطفال هناك يموتون، إنه أمر غير مقبول".
وتابعت "مستشهدًا بتاريخ إيطاليا في الصراع العنيف، دعا سبارتاكو جيبيتي، العضو في منظمة مناهضة للفاشية، إلى الحوار لحل القضايا بين روسيا وأوكرانيا".
واستطردت إلى أن "ميلوني، التي أدت اليمين كرئيسة للوزراء قبل أسبوعين على رأس حكومة يمينية جديدة، هي من أشد المؤيدين للقضية الأوكرانية وتعهدت بمواصلة موقف سلفها ماريو دراجي الصارم ضد روسيا".
مقاومة الشركاء
تابعت الصحيفة أن "لكنها تواجه مقاومة لمزيد من شحنات الأسلحة في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الإيطالي من آثار الصراع، بما في ذلك تباطؤ النمو والتضخم، الذي بلغ قرابة 12 % في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من 3 عقود".
ولفتت إلى أن شركاء ميلوني في التحالف، ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة، وسيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء السابق، لهما علاقات سابقة مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين ولديهما موقف مناقض لموقف ماريو دراجي المتشدد ضد موسكو.
وأضافت: "في الوقت نفسه، حذر جوزيبي كونتي زعيم حزب "الخمس نجوم"، الذي ألقى بثقله وراء مسيرة روما للسلام، من إرسال المزيد من شحنات الأسلحة إلى كييف".
وقال كونتي: أوكرانيا الآن مسلحة بالكامل، نحن بحاجة إلى انفراجة لوقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، لم يعتقد أحد أنه ينبغي ترك أوكرانيا بمفردها، لكن هذه الاستراتيجية تؤدي فقط إلى التصعيد.
مخاوف من التسليح
الصحيفة أردفت: "ردد العديد من المشاركين في المسيرة مخاوفهم من أن تسليح أوكرانيا لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع المدمر، ويمكن أن يؤدي إلى استخدام أسلحة نووية".
ونقل تقرير صحيفة «فينانشال تايمز» في الختام، عن أندريا ريكاردي، مؤسس منظمة سانت إيجيديو الاجتماعية الكاثوليكية ذات النفوذ، قوله: يجب عدم الاستهانة بالدراما في أوكرانيا، يجب البحث عن الطريق إلى السلام بشكل عاجل، التهديد النووي ليس شبحًا، ولكنه تهديد محتمل، نحن لسنا محايدين لكننا ندافع عن السلام.
