أكّد مختصون أن الترويج للتدخين من خلال الأفلام والمسلسلات وبعض المشاهير، أسهم في انتشاره لدى صغار السن، وحذروا من مخاطره في التأثير على كل أعضاء الجسم.
وقالوا خلال ندوة «اليوم»، إن التبغ يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، منها 70 مادة تؤدي للسرطان، وإن التدخين من أخطر الآفات التي تواجه الدول، لما له من أضرار «صحية واقتصادية ونفسية واجتماعية» على الفرد وعلى المجتمع.
وطالبوا بلفت الانتباه إلى أهمية دور الأسرة وكل أفراد المجتمع ومختلف الجهات في التعاون ومواجهة أخطار التدخين، وأضافوا أن «القدوة الحسنة» السلاح الأهم في عدم الوقوع بتلك الآفة.
أسباب الوقوع بين براثن التدخين
قال د.عبد الله محمد الحمام «طبيب أسرة»، إن هناك أسبابًا كثيرة تؤدي للوقوع في آفة التدخين، منها الفضول، ولجوء كثير من صغار السن إلى استخدام السيجارة من باب الفضول والتقليد.
ووجدت دراسات أنه إذا كان أحد الأبوين يدخن تكون فرصة تدخين الأبناء أكبر، وكذلك سهولة توافر التدخين، خاصة السيجارة الإلكترونية وسهولة حملها واستخدامها.
وتابع: كما أن التربية تلعب دورًا مهمًا وعدم متابعة الأبناء قد تكون سببًا للوقوع في التدخين، وهناك مفاهيم خاطئة أنها عنوان للرجولة أو تُخلص الشخص من التوتر وتزيد التركيز.
وأضاف: لم أجد أشد من التدخين في التأثير على كل أعضاء الجسم، إذ يحتوي الدخان على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية منها 70 مادة تؤدي للسرطان وقد تؤدي لسرطانات كثيرة منها سرطان الحنجرة والرئة وغيرها من السرطانات.
أهمية دور الأسرة في المتابعة والتحذير من السلوكيات الخاطئة
قال المستشار الأسري عبد الله بو رسيس، إن الاهتمام بصحة الأفراد يعتبر أمرًا مهمًا لكل مهتم بصحة المجتمع من أولياء أمور ومسؤولين، وأي مؤثر في صحة الأفراد يشكل قلقًا لهم.
ومن تلك المؤثرات على الصحة التدخين بجميع أنواعه «التقليدي والإلكتروني»، الذي أصبح منتشرًا بين فئات كثيرة وللأسف من شباب وفتيات في عمر الزهور، مما قد يسبب لهم الأضرار على صحتهم وعلاقتهم مع مَن حولهم.
ومن أسباب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة بين الشباب والفتيات والصغار خاصة أمور كثيرة منها: الإعلام وما يظهر فيه من مسلسلات وأفلام تحمل بين طياتها رسائل ضمنية بالترغيب في التدخين، كأن يكون الأبطال في الفيلم مدخنين، أو يظهر مشهد بأن مَن يواجه المشكلات يستطيع مواجهتها بتعاطي التدخين، وغيرها من الوسائل والرسائل.
ومما يسبب الانتشار أيضًا الدعايات المروجة للتدخين، فيكون الشباب والصغار من بنين وبنات في هذه المرحلة ممن يتأثرون بالإعلام وحب التقليد، ومن أسباب الانتشار عدم معرفة الأضرار الناتجة عن التدخين والأمراض، التي يسببها والتي أُثبتت عن طريق الأبحاث العلمية والدراسات الطبية.
ومن الأسباب كذلك المعتقدات والقناعات الخاطئة التي ينشرها بعض المدخنين، مثل الشعور بالسعادة، والبعد عن الهموم والمشكلات، وغيرها من الأوهام التي يظن البعض أنه يشعر بها بسبب تعاطيه التدخين.
هل السجائر الإلكترونية أقل خطرًا من وسائل التدخين الأخرى؟#اليوم pic.twitter.com/bmt2jsMsxW— صحيفة اليوم (@alyaum) October 31, 2022
شكل المدخن أكبر من سنه الحقيقي
أوضح المستشار التربوي في مجال الأسرة والطفل د.أحمد الزكي، أن من الأسباب العديدة التي تدفع أفراد المجتمع وتحديدًا فئة الشباب والناشئة إلى هذه العادة المستهجنة، أصدقاء السوء، بجانب تأثير خطير للأبوين على سلوكيات وتصرفات الأبناء.
وتابع: غالبًا ما يقلد الأبناء الصغار آباءهم المدخنين باعتبارهم القدوة والمثل الأعلى، الذي يسيرون على خطاه ويقتفون أثره، كما أن الإعلام له تأثير خطير على أفراد المجتمع، خصوصًا الأطفال والمراهقين والشباب، وغالبًا ما يكون شكل المدخن أكبر من سنه الحقيقية.
«نقاء»: 2000 مقلع عن التدخين في الأحساء
ذكر مدير جمعية «نقاء» بالمنطقة الشرقية أسامة الزامل، أنه يجري التغلب على الترويج للتدخين -من خلال الأفلام والمسلسلات وبعض المشاهير- عبر برامج توعوية موجهة لصغار السن بالمدارس، وكذلك عبر السوشيال ميديا، بإبراز قصص النجاح في الإقلاع، والحالات التي تأثرت من أضرار التدخين.
وأكد أن عدد المُقلعين على مستوى محافظة الأحساء بلغ أكثر من 2000 مدخن خلال العام الحالي.
68 مستفيد علاجياً من عيادة #مكافحة_التدخين بـ #الجبيل https://t.co/Gmcp98YQRc#اليوم pic.twitter.com/9p24HpQFwp— صحيفة اليوم (@alyaum) August 27, 2022
وبيّن أن الجمعية أطلقت حملة توعوية موجهة للقطاعات الحكومية، وكذلك توقيع عدد من الشراكات المجتمعية.
وأوضح أن هناك قصصًا ونماذج لصغار السن، وكيف نجح علاجهم، ومنها أنه بعد زيارة إحدى المدارس للجمعية والتعرف إلى جهودها، بادر أحد الطلاب بالتوجه لعيادة "نقاء" والإقلاع عن التدخين عن قناعة، واحتفلت به إدارة المدرسة.
تعليم الأحساء: الإجراءات حسب قواعد السلوك والمواظبة
أكّد مدير إدارة التوجيه الطلابي بتعليم الأحساء عبد الله الراجح أن الإجراءات المتبعة تجاه المدخنين من الطلاب ممن يجري ضبطهم داخل المدارس، تكون حسب ما ورد في قواعد السلوك والمواظبة للطلبة المرتكبين لمخالفة التدخين.
وكشف مدير إدارة الشؤون الصحية بتعليم الأحساء، أحمد الحرشان، عن برنامج التوعية بأضرار التدخين، وقال: "لدينا عدة أمور بخصوص هذا الموضوع وقدمنا برنامجًا تأهيليًا للموجه الصحي بخصوص البرامج الصحية، ومن ضمنها التوعية ضد التدخين وسبل الوقاية والعلاج".
وأكمل: "كما يوجد ضمن الخطة التشغيلية في الوزارة يوم محدد للتوعية لمكافحة التدخين يوافق 1444/11/11، وسيتم قبله تدريب وتوعية للفئة المستهدفة، ولدينا مشرف عضو في لجنة مكافحة التبغ على مستوى الوزارة، وألزمنا خلال العام الماضي المدارس والإدارات بوضع لوحات منع التدخين في المنشآت الحكومية ومبلغ الغرامة، بالإضافة إلى التوعية الصحية بخصوص الموضوع.
5 آلاف.. غرامة بيع الدخان للأقل من 18 عامًا
أوضح المحامي والمحكم والمستشار القانوني، محمد التمياط، أنه بناء على نظام مكافحة التدخين، يُمنع بيع الدخان لمَن تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
وأكمل: "وفي حال تقديم شكوى تكون العقوبة بغرامة لا تتجاوز 5 آلاف ريال وتتضاعف في حالة العودة".
