حذرت منظمة الصحة العالمية من منتجات تفتيح البشرة التي تحتوي على الزئبق، والتي تُعد خطرًا على الصحة وجرى حظرها في عدة دول حول العالم، مشددة على عدم شراء المنتجات من الإعلانات الموجودة على مواقع الإنترنت وغيرها من الطرق غير المشروعة.
المفهوم الخاطئ
أشارت الحصة العالمية إلى أن الزئبق مكون شائع الاستخدام في كريم وصابون تفتيح البشرة رغم خطورته، لافتة إلى أن معايير الجمال التي تروج لها وسائل الإعلام والإعلانات وحملات التسويق تعزز من انتشار المفهوم الخاطئ بأن أصحاب البشرة الفاتحة مرغوبون بدرجة أكبر من أصحاب البشرة السمراء.
وأضافت أن الاتفاقيات والاشتراطات الطبية تنص على وجود الزئبق في المنتجات بنسبة واحد ملغ/كغم "جزء واحد في المليون" لمنتجات تفتيح البشرة بحد أقصى.
تأثيرات متباينة
بينت المنظمة أنه يمكن العثور على الزئبق في منتجات التجميل الخاصة بالمنطقة المحيطة بالعين، مثل الماسكرا، وفي منتجات تنظيف العينين من مستحضرات التجميل، إذ يتم استخدامها كمادة حافظة.
ويوجد الزئبق في مستحضرات التجميل بشكلين، أحدهما عضوي: كمواد حافظة تجميلية في المستحضرات الخاصة بالعين بما فيها الماسكرا ومنتجات تنظيف العين من مستحضرات التجميل، والآخر غير عضوي يكون في كريمات وصابون تفتيح البشرة.
تختلف هذه الأشكال من الزئبق في درجة سميتها، ولها تأثيرات متباينة على الجهاز العصبي والهضمي والمناعي، بالإضافة إلى الرئتين والكليتين والبشرة والعينين.
المواقع المجهولة
قال أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، د. عمر محمد الأكلبي لـ"اليوم" إن "الإشكالية في منتجات تفتيح البشرة، التي يتم شراؤها من خلال التسوق الإلكتروني.. والتي لا تخضع للفحص من قبل وزارة الصحة، وقد تحتوي على الزئبق والأفضل الشراء من الصيدليات المحلية".
وينصح بعدم شراء كريمات تفتيح البشرة وكريمات التجاعيد وغيرها من المواقع المجهولة، وإن حدث ذلك يجب التأكد من تركيبة المنتج والتأكد بعدم وجود المصطلحات التالية: "كلوريد الزئبق" أو "كالوميل" أو "ميركوريك" أو "ميركوريو" أو "ميركوري"، ويجب التوقف عن استخدام المنتج على الفور إذا وجدت هذه المصطلحات ويجب الحذر من المنتجات التي لم تذكر مركباتها الكيميائية.
الزئبق والمبيضات
أضاف الأكلبي: "فيما يتعلق بكريمات تفتيح البشرة يتم فحصها من قبل وزارة الصحة قبل تسجيلها ولا تحتوي على الزئبق والمبيضات وكريمات التجاعيد، إضافة إلى فحصها من الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة".
أشار استشاري الأمراض الجلدية، إلى أن بعض منتجات التجميل العالمية المستوردة من الدول الأوروبية مسجلة في وزارة الصحة ولا تحتوي على الزئبق، وجميع المبيضات تكون المادة الأساسية فيها هايدروكوينون، ومنها مستحضر "ريكسزول" وهو منتج أمريكي يستخدم للتجاعيد، ومنه أيضًا مبيض ولا تحتوي على الزئبق، وبيقمنورم وهو مبيض منتج محلي ولا يحتوي على الزئبق.
الأكثر شيوعًا
قالت استشارية الجلدية، الأستاذ المساعد في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. ندى الغامدي لـ"اليوم": "تحتوي بعض مستحضرات التجميل خاصة الماسكرا وكريمات تفتيح البشرة مجهولة المصدر على الزئبق، وهي المادة التي تعطي لونًا للبشرة، ويفتح فرط التصبغ مثل البقع الداكنة والنمش، ومع ذلك فإن الزئبق شديد السمية على صحة الإنسان".
الالتهابات البكتيرية
أضافت الغامدي: يقلل الاستخدام المنتظم لمفتحات البشرة المحتوية على الزئبق من مقاومة الالتهابات البكتيرية والفطرية، ويؤدي إلى الطفح الجلدي وتغير لون الجلد والبقع الجلدية المشوهة على المدى الطويل.
وجرى ربط استخدام الزئبق أيضًا بتلف العين، وصعوبة التنفس وإصابات بالرئة في حال استنشاقه، وتلف الجهاز العصبي، وأمراض الكلى، وهو يشكل خطرًا على النساء خاصة، فقد يؤدي إلى العقم، ويعرض الحامل للتشوهات في الجنين وإصابات بالجهاز العصبي للجنين، وقد تنقله المرضع ويؤثر على نمو الأطفال.
زيادة الوعي
علاوة على ذلك، قد يُقدم الأشخاص الذين يستخدمون الكريمات الغنية بالزئبق بتعريض أفراد الأسرة الآخرين دون قصد من خلال التلامس المباشر لهم أو لملابسهم.
وتشير الأبحاث إلى أن المنازل أحيانًا قد تتلوث بالزئبق نتيجة استخدام هذه المنتجات، وقد تتجمع في بعض الأجهزة مثل غسالات الملابس، لذلك فإنه يجب زيادة الوعي حول المنتجات التجميلية أو مفتحات البشرة، التي تحتوي على الزئبق لمنع التسمم بالزئبق وعواقبه الصحية السلبية.
ويجب تجنب التسوق من المنصات، التي لا تخضع للرقابة، خصوصا منصات التجميل الآسيوية والهندية وبعض الأمريكية.
البدائل الآمنة
أشارت الغامدي إلى أنه يمكن للمستهلكين ضمان سلامة منتجات التجميل والعناية بالبشرة بالابتعاد عن المصادر المجهولة، كذلك بالتحقق من «المصادر ذات السمعة الطيبة» والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، واستخدام البدائل الآمنة منها استخدام مفتحات الهيدروكينون ويكون بإشراف طبيب مختص.
وأضافت أن عرق السوس، وحمض الكوجيك، ومادة الاربوتنين، والنياسينامايد، وفيتامين C هي مكونات آمنة لتفتيح البشرة، ويجب أن يراجع طبيب أمراض جلدية معتمدًا عند العلاج من اضطرابات فرط التصبغ.