شدد البطريرك اللبناني بشارة الراعي، على أهمية انتخاب رئيس جمهورية جديد، محذرًا من أي نوايا للعابثين بمصير لبنان.
وقال الراعي في كلمة له أمس: ما نرجوه أيضا للبنان، وطننا الحبيب، هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حفاظًا على الكيان، في وجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان.
وأضاف الراعي: "إننا نتطلع إلى أن يتقدم الحوار بين المسيحيين والمسلمين، ويترجم شراكة في الإنسانية والوطنية، خصوصًا على أرض لبنان، أرض الشراكة والمحبة".
وأكد أن الشعوب أصبحت مقتنعة بضرورة الخروج من شرانقها والانفتاح على بعضها البعض، لكي تتعايش بتبادل الثقة والاحترام والتعاون.
وتابع: "فليكن واضحا، أنه لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون، وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء".
وأردف: "نقول ذلك، لأن البعض يعتقد أنه مع تأخر انتخاب الرئيس يمكن القيام بمشاريع، وكأن انتخاب الرئيس أصبح أمرًا ثانويا".
المرشح الرئاسي معوض لـ«اليوم»: #لبنان يتعافى بعودته للحضن العربي https://t.co/vWSKzBwmuQ #اليوم pic.twitter.com/9W4fNWHp9t— صحيفة اليوم (@alyaum) November 6, 2022
غياب رئيس الجمهورية يعرقل الاتفاق مع صندوق النقد
الراعي أشار إلى أنه "مع غياب رئيس الجمهورية، وهو المعني بعلاقات لبنان الخارجية والمعاهدات، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، أو أن تنفذ إصلاحات وتتخذ إجراءات على صعيد القضاء والإدارة وتقرير المصير، أو أن يحصل تشريع خارج الضرورات القصوى، أو أن تؤلف حكومة".
ولفت إلى أنه "ما قيمة كل هذه المقترحات في غياب رئيس جديد للجمهورية؟ لا، لا، ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها".
وتوجه الراعي في كلمته إلى نواب البرلمان اللبناني بالقول: "تريدون لبنان كيانًا واحدًا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسًا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية".
وتابع: "تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوفون وتتهربون وتعطلون؟ ولمَ تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارًا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسًا جديدًا حرًّا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟".