استوقفني حديث أحد الآباء قائلا ابني يقضي معظم وقته على هاتفه الجوال لأنه من مدمني تطبيقات التواصل الاجتماعي وأنا لا أملك الوقت الكافي لأكون بجواره وأراقبه بما يقوم به عند استخدامه لهاتفه الجوال، وأشعر بالخوف والقلق عليه لا سيما اتجاه ما أسمع وأرى عما يحدث في عالم التواصل الاجتماعي، فأجبته ليس هنالك حاجة للخوف والقلق إن كنت تستخدم التقنية.
يأتي السؤال هل ساهمت التقنية في بناء الأسرة؟ بلا شك كان للتقنية دورها في بناء الشركات والمدن والدول فكيف لا تساهم في بناء الأسرة، ففي حاضرنا المليء بالتطور هناك الكثير من المميزات التي كان من شأنها دعم المسؤولية الأبوية وتوظيف دور الآباء بالشكل المناسب، منها ما يسمى بتقييد تحميل البرامج على المتاجر الخاصة بالهاتف الجوال، وهدفها منع تحميل البرامج بناء على عمر الشخص ويمكن للآباء استخدام هذه الميزة وتفعيلها قبل تسليم الهاتف الجوال لأبنائهم.
يعتبر موقع أو تطبيق اليوتيوب الأعلى استخداما بشكل يومي في مجتمعنا، وعليه فقد تم إنشاء نسخة مخصصة للأطفال تحت مسمى يوتيوب أطفال (YouTube Kids) ليكون المحتوى الذي يعرض في هذه النسخة لائقا لطفلك، ولم تكتف التقنية بذلك فحسب فاليوم يستطيع الآباء مراقبة أبنائهم دون تدخل منهم، وهناك بعض الأدوات التي تساعد الآباء بالإشراف على أطفالهم مثل ميزة الرقابة الأبوية (Parental Controls) التي توفرها بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي لتمكن الآباء من حماية أبنائهم وذلك برؤية محتواهم وقائمة أصدقائهم ومنع بعض المميزات عنهم وغيرها بما يضمن حمايتهم وسلامتهم بما قد يضرهم جسديا أو فكريا.
التقنية تقوم بدورها لتساعد على المراقبة المستمرة لحفظ الأطفال وتقليل الخوف والقلق الذي ينتاب الآباء دائما، ويبقى الدور الأكبر على الآباء في مصادقة أبنائهم وعدم التخلي عن المسؤولية مهما كلف الأمر.
@SlomLife