@Fahad_otaish
كلمة معالي وزير الخارجية رئيس وفد المملكة لمؤتمر القمة العربية الحادية والثلاثين التي عُقدت في تونس قبل أيام أعادت تأكيد المواقف السعودية الثابتة التي اعتادها الأشقاء من المملكة على الدوام منذ عهد القائد المؤسس، ثم عهود أبنائه من بعده -يرحمهم الله جميعا- وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فقد أحاطت المملكة بكل هموم وقضايا الدول الشقيقة، والمواقف السعودية في نصرة هذه القضايا، سواء من حيث التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، وفق مبادرة السلام العربية، وأهمية الحل السياسي في القطر السوري الشقيق بما يضمن وحدة واستقلال وسيادة سوريا ويحقق مصالح الشعب السوري وتطلعاته، ويُعيد الأمن والسلام إلى بلاده، وكذلك حل المشكلة اليمنية بما يحفظ وحدة البلاد وسيادتها ويحقق طموحات اليمن الشقيق في الأمن والسلام، إضافة إلى التأكيد على حل القضية الليبية والتفاهم بين كافة الأطياف السياسية في ليبيا بعيدًا عن التدخلات الدولية والإقليمية، كما أكدت الكلمة على استمرار المملكة في تقديم الدعم والعون الاقتصادي للدول الشقيقة. وفي إشارة رئيس وفد المملكة معالي وزير الخارجية إلى التحديات التي تواجهها العديد من الدول العربية، والتي تهدد أمن تلك الدول واستقرارها، بل تهدد أمن المنطقة والعالم، وأهمها التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لهذه الدول ونشر المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة غير الشرعية التي تضعف سيادة الدول وتزلزل الأمن فيها، كما أكد أن ما تواجهه المنطقة من هذه الأخطار يؤكد ضرورة تكاتف الجهود للتخلص منها ومنع تفاقمها، وقال: إن العمل العربي المشترك والتكاتف بين الدول العربية هو أهم طريق لوضع حد لهذه التدخلات مما يتطلب اتخاذ خطوات عملية وملموسة لإصلاح منظومة العمل العربي المشترك المتمثلة في جامعة الدول العربية من أجل تمكينها من القيام بدورها في تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء، وتحقيق طموحات الشعوب العربية وآمالها إضافة إلى تأكيد المملكة في هذه الكلمة أن ذلك يستدعي أيضًا تكثيف وزيادة التنسيق والتشاور لحل الخلافات البينية، وتغليب المصالح المشتركة وتحقيق وحدة الصف والمصير في مواجهة الأزمات الحالية التي يمر بها العالم والمنطقة، والتي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال كيانات قوية متفاهمة ومتعاونة، بل إن المستقبل قد يحمل معه أزمات ومواقف لا يمكن مواجهتها إلا بمزيد من التكاتف والتعاون، خاصة ما قد تتصاعد إليه بعض القضايا العالمية، خاصة المواجهة في أوكرانيا بين الغرب وروسيا وما ألقته من ظلال على الوضع العالمي في النواحي الاقتصادية والأمنية وغيرها.. هذا التأكيد على المواقف في كلمة المملكة التي يعرف القاصي والداني مصداقيتها ومبادراتها في كافة القضايا الدولية والإقليمية إضافة إلى الإعلان من خلال الكلمة عن ترحيب المملكة باستضافة القمة العربية الثانية والثلاثين (القادمة)، يعزز الآمال بتحول أمنيات الشعوب والدول العربية وطموحاتها من أقوال يرددها البعض إلى أفعال تؤكدها الأيام القادمة -بإذن الله-.