الإنسان بطبيعته يتميَّز بشخصية منفردة متفردة لا تتكرر مثل بصمات الأصابع، ورغم التنويع الشديد في الشخصيات والتباين فيما بينها إلا أننا نستطيع التمييز بين بعض أنماط الشخصية بمعناها العملي، فهناك الشخصية الاجتماعية الطاغية على أغلب الشخصيات، ولكن قلة مَن يتصف بها أو يجعل لنفسه بصمة بارزة في تواجده، وتبقى شخصيته في أذهان الآخرين، ولها أثر في المجتمع، وتمتلك العديد من الخصائص الفاعلة والمثيرة للاهتمام.
عند وصف الشخصيّة القويّة، وصاحب الكلمة القوية، فينظرون لصاحبها على أنّه متسلّط، أو شرس الطباع، وعدم فهم شخصيته، أو معرفة الأسلوب المُناسب للتعامل معه، ويُركّز على أداء عمله وسلطته، وبالتالي يُساء فهمه ويظنه الآخرون مُتعاليًا عليهم، فيكرهون التعامل معه، لكنها شخصيّة مميّزة يحظى أصحابها بالراحة، والرضا، والتصالح مع الذات.
ولكن هناك لمسات سحرية تجذبك للشخص المؤثر التي تتميَّز بقدرتها على التأثير إيجابيًّا، وعاطفيًّا، وثقافيًّا، وتُعرف كاريزما الشخصية المؤثرة بالقوى الحيوية المؤثرة، والجاذبية الكبرى، والحضور الشعبي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، حيث يتمتع بالثقة بالنفس في بناء العلاقات الصحيّة مع الآخرين، كما أنّها تُعزز مهارات الشخص، وتجعله متمكنًا في اتخاذ القرار بشكلٍ صحيح، وفيما يأتي بعض النصائح لتعزيز الثقة بالنفس:
حين يمتلك الشخص المؤثر القدرة على استمالة الأشخاص الآخرين وإقناعهم بشخصيته أو ببعض الأمور التي يدعو إليها، وذلك عن طريق التأثير المباشر في تكوين الشخصيّة أو تطويرها أو التأثير في الأفعال والسلوكيّات، وذلك يكون إمّا بالسلبي أو بالإيجابي، ويرتكز على المحتوى المبني على القِيَم الإيجابيّة التي تبعث الفائدة، لاسيما القِيَم السلبية غير الهادفة ربما تقتدي به فئة غير واعية فيصبح التأثير العكسي غير المطلوب في المجتمع.
فاليوم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أول منابر الشخصيات المؤثرة، حيث يحتاج المؤثر إلى قاعدة معنوية يخلق منها الدافع على التقدم، ويكون وضع قائمة بأهداف متجددة يرغب في تحقيقها، مع ضرورة التحلّي بالإيجابيّة التي تساعده على الاجتهاد للوصول لها، إضافةً لثقة الشخص بنفسه، وعدم السماح للأشخاص السلبيين بأنّ يقللوا من عزيمته، أو أنّ يُشككوا في قُدرته على النجاح، بل يتجاوز تلك العقبات، ويجعل هدفه حلمًا، وحلمه واقعًا، يُسعده ويرفع من شأنه، ويُعزز ثقته بنفسه ورغبته في تحقيق المزيد من الأهداف.
يجد عوائق بعض المسؤوليات التي تقع على عاتقه، يشعر حين تحمّلها وإنجازها بالفخر والثقة بنفسه حين يرى أثر النتائج على مَن اقتدى به، حيث إن أخفق في أمر ما يتحمَّل الأخطاء ويعترف بها ويُصحِّحها بشكلٍ جدي، وبرغبةٍ شخصيَّة، ومراعاة موقف الأشخاص المهتمين به والمتابعين له، أو أيًّا كانت صلتهم بالشخص، ومحاولة تلبية رغباتهم ومساعدتهم قدر الإمكان، والتحلّي بالانضباط، وتنظيم الوقت بشكلٍ مناسب، ووضع جدول للأعمال لضمان إنجازها، والنضج والوعي الجيّد في العلاقات، ومعرفة الشخص حدوده وواجباته، وعدم إلقاء اللوم على الأشخاص الآخرين، ووضع مبررات لنفسه، وعدم تحمُّل مسؤوليّة تصرفاته، ومراجعة الحديث قبل أن يتفوه به، فالفصاحة والحِكمة هي سلاح الشخصية المميزة، والتفكير فيما سيقوله الشخص جيّدًا، قبل التحدّث به، وإدراك حقيقة أنه سيكون مسؤولًا عنه من ناحية المصداقية، وعدم التكلف أو التصنع، وتجنّب الكذب أو الغش، حيث إن الكذب سيُصعِّب على المرء التواصل مع الآخرين، ويُفقدهم الثقة به، كما أنّه سيضطر للاستمرار في التزييف حتى لا تنكشف حقيقته أمامهم، ومع ذلك سيكون من المُتعب الاستمرار بالأمر، في حين أن الصدق هو الطريق الأفضل والأقصر لكسب مودة وثقة الناس من حوله.