قبل ثمانية أعوام، وبالتحديد في سنة 2014م، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي أمسية تتطلع إلى وجود مهرجان ثقافي في القطيف، وقد شارك فيها نخبة من المثقفين، وعلى رأسهم المرحوم "بإذن الله" الأديب حسن السبع.
الأمسية كانت بعنوان "مهرجان القطيف الثقافي"، أقيمت وشارك فيها مختلفو التنوّع الثقافي من الفنانين المسرحيين والتشكيليين، لكنها صارت ومضت وكأنها لم تكن، حيث إن الناس لم يستوعبوا أن يصير مثل هذا المهرجان، على أهميته القصوى في إبراز الإبداع الأدبي والثقافي على مختلف أنواعه، ولفت النظر إلى أصحاب تلك الفنون كالشعر والتمثيل والموسيقى، والكتابة وغيرها من الفنون المتنوعة.
ولا يخفى أن المجتمع المتحرك والفاعل هو الذي تبرز فيه كفاءات تجعل منه مجتمعًا ذا سمعة ثقافية ووعي متجدد في عطاءاته.
بعد ثماني سنوات، جاء الإعلان المفاجئ من هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة بالتعاون مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث عن ترشيح محافظة القطيف كأول مدينة مبدعة في مجال الأدب، وتسجيلها في منظمة الأمم المتحدة للتربية (اليونسكو)، والتي تعتبر القطيف ثالث مدينة مبدعة من مدن مملكتنا الحبيبة، بعد أن تمَّ ترشيح الأحساء كأول مدينة خليجية في مجال الحِرَف والفنون الشعبية، ومن ثم تأتي بعدها مدينة بريدة كمدينة مبدعة في مجال الطهو، إننا نفخر بأن مدن مملكتنا يلتفت لها من خلال إبداعاتها المتنوعة؛ لكي ترتقي بوعي الناس فيها.
من خلال هذا الإعلان سوف يُقام في يناير 2023م مهرجان الأدب الدولي في القطيف، والتي تزدهر الحالة الأدبية والفنية فيها، فلا يخفى على الجميع أن وجود مثل هذا المهرجان الدولي في المحافظة له آثار إيجابية على مختلف المستويات الأدبية والثقافية والمجتمعية وكذلك الاقتصادية، فعلى المجتمع المحلي التفاعل مع هذا المهرجان وإبراز أكبر قدر ممكن من الطاقات والكفاءات المجتمعية لكي يحقق أهدافه المرجوة منه، وينظر إليه كمجتمع فاعل يمتلك الكفاءات المتنوعة التي يشارك بها في رفعة الوطن.
القطيف تنعَم بكثير من الكفاءات الأدبية والثقافية على اختلاف أنواعها، ولديها الكثير من الكُتَّاب الذين لهم مكانتهم العالية على مستوى الوطن في مجالات متعددة كالرواية والقصة القصيرة والشعر والتمثيل المسرحي والفن التشكيلي.
وقد حاز بعضهم على جوائز ذات مكانة رفيعة. ولا شك في أن تلك الكفاءات تحتاج إلى حاضنة تستوعبها وتبرزها وتجعلها في مصاف الكفاءات العالمية، وسينعكس ذلك على جميع مدن وطننا الغالي.
مهرجان القطيف للأدب الدولي فرصة كبيرة لكي تشارك تلك الكفاءات، وينظر لها من خلاله، وتستمر تلك الإبداعات في وطننا الغالي.