@FofKEDL
تختلف بعض المفاهيم التربوية بين الأفراد بناءً على طريقة رؤيتهم لماهية هذه المفاهيم وأساسها، ومدى أهميتها، وكيفية التعامل بها. والشعوب بمجتمعاتها تتفق على بعض المبادئ المتأصلة في الإنسان والتي تتراوح بين القيم والفضائل. والاحترام -على سبيل المثال- له أبعاد تربوية تنشأ وتتمركز في النفس أولًا.
وإذا صلُح حالها في النفس، سيصلُح حال سلوك صاحبها فكريًّا ومعنويًّا لتكون معادلة الاستجابة لها إيجابية.
ونحن في زمنٍ مُتداخل في أبعاده الزمانية والمكانية، ويصعب على الإنسان التمييز بين الخير والشر وبين الفضيلة والرذيلة. وغيرها من القِيَم التي تبني العطاء بالحق، وتهدم الباطل.
وفي التربية، يوصى بالتركيز على غرس الاحترام بمفاهيمه؛ لأن السلوك المُترتب عليه سوف يبني الفرد أولًا ومن ثم محيطه.
لذلك، فإن لقيمة الفرد ثمنًا يُقدره الأهل بجميل القول والعمل.
واستخراج هذه القيمة واحتواؤها يُعززان من ثقة الفرد بذاته، والاستعانة بالقيم والفضائل التربوية تعتبر ضرورة للتوازن الأخلاقي حتى لا يطغى الكبرياء في النفس. واحترام الآخرين لا يقتصر على ما تعلمه الفرد من عادات وتقاليد عامة.
لأن الأصل هو الغرس الذي يبدأ بالأبوين وأفراد الأسرة، فالاحتواء الأسري يخلق بيئة سليمة تغذي ما تمَّ غرسه في نفس الفرد.
والأخذ بعين الاعتبار مسألة الاحترام التربوي الخاص في كل أسرة يحتاج إلى إعادة ترتيب مفاهيم وسلوكيات. والمتمثلة في مراقبة الأقوال والأفعال الباطنة قبل الظاهرة؛ لأن ردود أفعال الأبناء -غالبًا- تعكس مستوى الاحترام وأبعاده في التعامل مع الآخرين.