إن ما يسبق كل فعل هو فكرة لذلك فإن كان ذهنك يركز في ما لا تحب فحينها سوف يتوسع ما لا تحبه، وكل مشكلة تواجهها في حياتك فأنت تختبرها في ذهنك على شكل فكرة، لكن طريقة معالجتك لها هي ما يجعل من الأمر مشكلة، فإذا بدأت تعلم بأن ما تواجهه من عقبات في حياتك موجود في ذهنك، حينها ينبغي أن تتأكد أن حل هذه العقبات والمشكلات يجب أن يكون في ذهنك أيضا، ولا يمكن للحل أن يقبع في شيء أو شخص خارج نفسك، فالقوة دوما موجودة في داخلنا، ونحن نصبح ما نفكر فيه طوال اليوم، فلماذا تهدر كل إنسانيتك وتفردك البشري وبصمتك الفريدة بسبب تعلقك طوال الوقت في خواطر سلبية ترددها تلقائيا، «لن ينجح هذا الأمر»، «لست بارعا في هذا»، «لا أملك الخبرة الكافية للقيام بذلك»، فتصور كيف ستقتل وتضيق إمكانياتك وكيف ستصبح أحوالك، وكيف ستتشكل ماهيتك؟، وهذا هو خطورة إغلاق الذهن بالسلبية، فهي حاضرة دوما إذا أردت البحث عنها، فإذا كنت تريد التأكد من زيادة العنف في العالم فيمكنك بسهولة رؤية ذلك، وإذا أردت المزيد من الاقتناع بأن الظلم يسيطر على الكرة الأرضية فستنظر حولك وتزداد اقتناعا، فالوعي الجمعي يبدأ من كل واحد منا، وما تفكر فيه يتوسع، لأن ما تفكر فيه موجود أصلا، ويمكنك زيادة تشكله في حياتك بزيادة تركيزك عليه، وحين يتعلق الأمر بتجسيد فكرة ما فكل ما يتعين عليك فعله هو أن تنوي القيام بما يتطلب الأمر، دون أن تنازع أو تقاتل أو تجعل الأمر شاقا على نفسك، والكلمة المفتاحية دوما هي النية، عليك أن تنوي، فإذا كانت البصيرة نافذة فسيظهر كل شيء على حقيقته غير المتناهية، فهل يمكنك تخيل واقعك على هذا النحو؟، وحين تصقل هذا النوع من الإدراك لن يعود واقعك محددا بالعالم المادي، فعلى المستوى الفيزيائي الكمي كل شيء مجرد طاقة، وما تراقبه هو ما يتشكل حولك، وإن كنت قادرا على تصور الأمر في ذهنك سيمكنك تجسيده في حياتك، وإذا لم تكن قادرا على تصوره فمن الصعب تجسده، ولهذا إذا رغبت الاستمتاع بتجسيد واقع رائع حر غير محدود فيجب أن تكون متمكنا من تصوره بسلاسة في ذهنك، حينها سيكون مقدرا لك، ويلزمك قبلها الوثوق في حدسك، وفي حكمتك الداخلية التي أودعها الله كمنارة للهداية في داخلك، وحين تسمح بذلك ستزيل ذلك التشاؤم الواقعي الذي يعيقك ويكبحك، فهذه المعرفة الحدسية هي قبس الهامي نفخه الله في داخلك، وحين نتجاهله سندفع الثمن باهظا، ويمكنك الآن أن تضع في ذهنك رؤية مرتبطة بما تريده أن يحدث، أو شخصا تريد لقاءه، أو أي شيء مهم بالنسبة لك، وانوه بسلاسة، وركز في تجليه في حياتك، وتعقب الأمور الصغيرة التي تؤدي لتحققه، وسوف تلاحظ بعد فترة من الزمن بدء تشكل واقعك المرغوب تدريجيا، وترى ما تريده يظهر في حياتك، وسيزداد تجسدا ما دمت تغذي تلك الرؤية الداخلية باهتمامك وإيمانك.
@LamaAlghalayini