تأتي قمة العشرين 2022 المرتقبة وسط مرحلة حرجة للاقتصاد العالمي يشهد خلالها عددا من التحديات تشكل عبئا على العديد من دول العالم؛ من تفشي جائحة وبائية وتضخم عالمي وأزمة توريدات إضافة إلى ضغوط التغير المناخي والتحولات في مجال الطاقة.
وللاستجابة الفعالة لتلك التحديات الاقتصادية، تكمن أهمية مجموعة الدول العشرين الممثلة للتكتل الاقتصادي الكلاسيكي منذ فترة الحرب الباردة، في مقابل مجموعة الدول الخمس G5، التي تعد القوى الراسمة لمستقبل الاقتصاد الدولي، رغم تقاطع العديد من الدول في المجموعتين.
قمة مجموعة العشرين
تأتي قمة مجموعة العشرين المرتقبة 15-16 نوفمبر الحالي في بالي بإندونيسيا حاملة على أجندة فاعلياتها العديد من القضايا الساخنة على السطح الدولي.
وعلاوة على ذلك فقد تشهد اللقاء الأول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الدول الغربية الذين قاطعوه بعد الحرب في أوكرانيا.
وتتكون مجموعة العشرين من معظم الاقتصادات الأكبر في العالم، بما في ذلك الدول الصناعية والنامية، وتمثل حوالي 80٪ من إجمالي الناتج العالمي ونحو 75 % من التجارة الدولية، وتضم ما يقرب من ثلثي سكان العالم، وتغطي ما يقرب من نصف مساحة اليابسة في العالم.
The 17th G20 Leaders' Summit will take place in Bali on 15-16 November 2022 in parallel with its series of events held from 13 November 2022. Media are welcome to attend both on-site & virtually. There'll be limited capacity for offline attendance due to Covid-19 safety measures. pic.twitter.com/Fr9jO4LswZ— G20 Indonesia (@g20org) September 1, 2022
وتأسست مجموعة العشرين عام 1999 استجابة للعديد من الأزمات الاقتصادية العالمية، ومنذ عام 2008، عقدت اجتماعاتها مرة واحدة على الأقل كل عام، مع اجتماعات قمة يشارك فيها كل من رئيس الحكومة أو الدولة، أو وزير المالية، أو وزير الخارجية، ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى؛ يتم تمثيل الاتحاد الأوروبي من قبل المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.
إشادات وانتقادات لمجموعة العشرين
في قمتها عام 2009، أعلنت مجموعة العشرين نفسها المكان الرئيسي للتعاون الاقتصادي والمالي الدولي.
وارتفعت مكانة الجماعة خلال العقد اللاحق، واعترف المحللون بأنها تمارس تأثيرًا عالميًا كبيرًا؛ كما أنها تعرضت لانتقادات بسبب عضويتها المحدودة، وافتقارها إلى سلطات الإنفاذ، وللتقويض المزعوم من المؤسسات الدولية القائمة.
Nearing the G20 Summit, various ministerial-level meetings will be held in September 2022 covering the field of digital, education, energy transitions, development, culture, labour, tourism, agriculture, and trade, investment and industry. #G20Indonesia pic.twitter.com/ngY6rUS4Iw— G20 Indonesia (@g20org) September 1, 2022
أهداف مجموعة العشرين
تعمل على معالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد العالمي، مثل الاستقرار المالي الدولي، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والتنمية المستدامة.
- الاستجابة للأزمات الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي.
- تشكيل الحوكمة الاقتصادية العالمية.
- معالجة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.
المشاركون في المجموعة
مجموعة العشرين هي منتدى حكومي دولي يضم 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وتضم المجموعة؛ الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وجمهورية كوريا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.
رئاسة المملكة لمجموعة العشرين 2020
بدأت المملكة رئاستها لاجتماعات مجموعة العشرين منذ 1 ديسمبر عام 2019 م، واستمرت باستضافة لقاءات المجموعة حتى أواخر شهر نوفمبر عام 2020م، بانعقاد قمة القادة بالرياض خلال 21-22 نوفمبر عام 2020م.
وقررت المملكة تنسيق أعمال مجموعة العشرين تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع".
مصطلح "مجموعة الخمس" G5
في البداية، شمل مصطلح "مجموعة الخمس" أو "G5" الاقتصادات الخمسة الرائدة في العالم، لكن استخدام المصطلح تغير بمرور الوقت.
وفي الوقت الحاضر، يميل المصطلح إلى وصف المستوى التالي من الدول التي توسعت اقتصاداتها بشكل كبير بحيث يمكن تفسيرها في نفس فئة البلدان الصناعية الثمانية الكبرى في العالم.
وظهر مفهوم منتدى الديمقراطيات الصناعية الكبرى في العالم في أعقاب أزمة النفط عام 1973 والركود العالمي اللاحق.
وفي عام 1974، أنشأت الولايات المتحدة "مجموعة المكتبة" غير الرسمية، وهي تجمع غير رسمي لكبار المسؤولين الماليين من فرنسا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا الغربية.
وأطلق على مجموعة وزراء المالية المجتمعين اسم "مجموعة المكتبة"؛ لأنهم التقوا بشكل غير رسمي في مكتبة البيت الأبيض في واشنطن العاصمة.
وخلال السبعينيات من القرن الماضي، تم تحديد مصطلح مجموعة الخمسة كأفضل 5 اقتصادات رائدة في العالم وفقًا لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
ولولا الاجتماعات غير الرسمية لوزراء مالية مجموعة الدول الخمس، لما كانت هناك اجتماعات لاحقة لقادة مجموعة الخمسة.
نشأة مجموعة الدول الخمس
في عام 1975، دعا الرئيس الفرنسي حينها فاليري جيسكار ديستان 5 رؤساء حكومات آخرين من إيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا الغربية لحضور قمة اقتصادية سداسية في شاتو دي رامبوييه.
وفي ذلك الوقت، كان من المستحيل التنبؤ بما إذا كان هذا التجمع غير الرسمي سيكون ذا مغزى أم مجرد حدث علاقات عامة.
وفي السنوات اللاحقة، توسعت مجموعة قادة العالم لتعكس التطورات الاقتصادية والسياسية المتغيرة:
- 1975 - مجموعة الستة G6.
- 1976 - تم إنشاء مجموعة السبعة (G7) عندما انضمت كندا إلى G6.
- 1997 - تم تشكيل مجموعة الثمانية عندما انضمت روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
واستضافت المملكة المتحدة القمة السنوية لزعماء مجموعة الثماني؛ ودعت المملكة المتحدة قادة (البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب إفريقيا) للمشاركة، ودفعت الدعوة الدول الخمس إلى التفاوض فيما بينها حول طرح مواقف مشتركة.
وأدى نجاح هذا التعاون إلى نمو G5 كصوت مستقل، تعبر "مجموعة الخمس" عن المصالح ووجهات النظر المشتركة في البحث عن حلول للقضايا العالمية الكبرى.
وهناك عدد من العناصر المتماسكة التي تربط مجموعة الدول الخمس ببعضها في تعزيز الحوار البناء بين البلدان المتقدمة والنامية.
الهيكل والأنشطة لـ"مجموعة الخمس"
G5 هي مجموعة غير رسمية للمناقشات التي تشمل مجتمعًا مقصودًا أو مجتمعًا معرفيًا، وتتميز عضوية G5 بمجموعة من السمات والعوامل، بما في ذلك:
- مجموعة مشتركة من المعتقدات المعيارية والمبدئية، والتي توفر أساسا منطقيا قائما على القيمة للعمل الاجتماعي لأفراد المجتمع.
- المعتقدات السببية المشتركة المستمدة من تحليلها للممارسات التي تؤدي أو تساهم في مجموعة مركزية من المشاكل في مجالها والتي تعمل بعد ذلك كأساس لتوضيح الروابط المتعددة بين إجراءات السياسة الممكنة والنتائج المرجوة.
- مفاهيم مشتركة للصلاحية؛ أي معايير بين الذات ومحددة داخليًا لوزن المعرفة والتحقق من صحتها في مجال خبرتهم.
- مشروع سياسات مشترك؛ أي مجموعة من الممارسات الشائعة المرتبطة بمجموعة من المشاكل التي يتم توجيه اختصاص المجموعة إليها.
وتجنبت "مجموعة الخمس" G5 إنشاء هيكل إداري مثل تلك الخاصة بالمنظمات الدولية الأخرى، ولكن تم تعيين منسق للمساعدة في تحسين فعالية G5.
