DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رسائل البرهان.. بالونة اختبار أم تجاوز للواقع السوداني؟

رسائل البرهان.. بالونة اختبار أم تجاوز للواقع السوداني؟

ما زالت تداعيات خطاب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تتصدر المشهد السياسي والشارع في آن واحد، مع ترحيب حزب الأمة برسائل الجيش، التي أودعها في بريد حزب المؤتمر الوطني وتنظيم الإخوان وبقية الأحزاب، ولجان المقاومة، فيما عده مراقبون بالونة اختبار للسياسيين، وربما في نظر آخرين مجرد تصريحات لتجاوز الواقع السياسي.

ولم تمر ساعات على خطاب البرهان في قاعدة "حطاب" المعلوماتية، حتى غادر إلى القاهرة، مشاركًا بشرم الشيخ في قمتيّ المناخ والشرق الأوسط الأخضر، تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية.

مغازلة الوطنيين المخلصين

في حديث لـ"اليوم"، يقول الصحفي والباحث عبد الرحمن غزالي: خطاب البرهان جاء هذه المرة مختلفًا عن ذي قبل، وفي تقديري أنه حوى رسائل عدة لجهات داخلية وخارجية، ولعل تطرقه هذه المرة وبشكل واضح وصريح للتنظيم وحزب المؤتمر الوطني المحلول بأن لا مجال لهم للعودة إلى السلطة، عبر بوابة الجيش بعد حكمهم السودان لـ30 عامًا مضت، فضلًا عن مغازلته لمَن سمَّاهم بالوطنيين المخلصين.

ولفت إلى أن كل ما سبق بالونة اختبار لتجاوز الواقع السياسي، ومحاولة كسب المزيد من الوقت لترتيب مشهد جديد على الساحة السياسية السودانية، ويمكننا القول إن البرهان يمهد طريقه لقفزة في الظلام، يعي جيدًا ما يمكن أن تنتج عنه مع الترجيح والاحتمالات بأن خطابه "ظاهره ليس كباطنه".

الشركاء الإقليميون والغربيون

من جانبه، يرى الناشط السياسي المقيم في بلجيكا م. وليد معروف، أن البرهان غازل الحرية والتغيير "قحت"، وأظهر أن الجيش بعيد عن "الإخوان"، نافيًا شبهة علاقته بالتنظيم.

ويضيف م. معروف: ظهر منسوبو حزب المؤتمر الوطني في المشهد السياسي بكثافة في الأشهر الماضية، خاصة بعد فك القضاء السوداني حجز حساباتهم المصرفية وأرصدتهم، وإعادة ما صادرته لجنة إزالة التمكين لنظام البشير.

وقال: أرى حديث البرهان رسالة حسن نية للشركاء الإقليميين والغربيين، فيما يخص التزامه بالتسوية مع الأطراف السياسية وفقًا لتسيير التفاوض، الذي توسطت فيه الرباعية "المملكة وأمريكا وبريطانيا والإمارات" إلى جانب الآلية الثلاثية.

وتابع: علاوة على ما سبق، الفريق أول البرهان، عمل من خلال الخطاب على إظهار أهمية الجيش في إدارة البلاد، وأنه المعني الحقيقي بأمنها واستقرارها، وسط تواتر أنباء هنا وهناك عن وجود خلافات بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، في كيفية إدارة الفترة الانتقالية والخروج من الأزمة السياسية.

الناشط السوداني المقيم في بلجيكا قال: يجب ألا ننسى أن "الإخوان" هم المهدد الرئيس لأمن السودان، وبطبيعة الحال مصر، والبرهان بهذا الخطاب يعلن أن "الهم واحد" مع الشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، في رفض وجود جماعات إيدلوجية بالمشهد السياسي.

وختم بقوله: إن التنظيم يزعزع استقرار البلدين، ومرتبط تكتيكيًّا، وتجمعه أجندة واحدة، وهذا الخطاب نفي استباقي لعلاقة الخرطوم بتلك الجماعة، وأعتقد أنه وجد صدى طيبًا في القاهرة والرياض.