دعت المديرة الطبية الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ماريا جيفارا، إلى اعتبار تغير المناخ "أزمة صحية حقيقية".
وقالت جيفارا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، في برلين، إن غالبية سكان البلدان النامية في جنوب الكرة الأرضية، يعانون بالفعل عواقب الاحتباس الحراري، محذرة من أنه إذا لم يكن هناك تحرك فوري لمواجهة الأمر، فستزداد الأزمة سوءًا على الجميع.
وذكرت جيفارا أن الصحة العالمية تعاني بشكل كبير عواقب تغير المناخ، مثل الفيضانات أو الأوبئة الحشرية، مضيفة أن هناك حاليًّا نموًا هائلًا في حالات الأمراض المنقولة عبر الحشرات أو الماء أو الطعام، وقالت: "بين عامي 2017 و2021، على سبيل المثال، سجل أقل من 20 بؤرة تفشٍ كبيرة للكوليرا سنويَّا".
وتابعت: "في هذا العام هناك بالفعل 29 بؤرة على الأقل".
جائحة كورونا غيرت الأولويات
كما أشارت في الوقت نفسه إلى أن جائحة كورونا غيرت الأولويات؛ حيث يسير تنفيذ العديد من برامج التطعيم الأخرى على نحو بطيء، أو لا يسير على الإطلاق.
كما تتوقع جيفارا المزيد من الأوبئة، وتعزو ذلك إلى أن البشرية تتعدى أكثر فأكثر على موائل الحيوانات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العديد من أنواع الحيوانات يبحث الآن عن موائل جديدة بسبب الاحتباس الحراري، ما من شأنه أن يسهل انتقال الأمراض إلى البشر.
وقالت: "قرابة 75% من الأمراض المعدية التي ظهرت في الثلاثين سنة الماضية يمكن إرجاعها إلى أمراض حيوانية المنشأ. إذا لم يعالج تغير المناخ، وإذا استمر تدهور الأراضي، فسنشهد بالتأكيد المزيد من الأوبئة".
تعويضات عن الأضرار المناخية
وفي إطار مؤتمر المناخ العالمي (كوب 27) المنعقد في مصر، طالبت المنظمة باتفاق سريع بشأن تعويضات من الدول الصناعية عن الأضرار المناخية في البلدان الفقيرة.
وبيّنت جيفارا أنه يجب في النهاية التوصل إلى آلية لتنفيذ هذا الأمر، وأضافت: "مشكلة المؤتمر هي أن المجتمع الدولي يجتمع للمرة السابعة والعشرين، لكنه لا يحرز أي تقدم في بعض القضايا، مثل التي تتعلق بإجراءات حقيقية لحماية المناخ ومعالجة مشكلة الخسائر والأضرار".
وعلى مدار سنوات يطالب العديد من البلدان في جنوب الكرة الأرضية بتعويضات من البلدان المتقدمة عن الأضرار المناخية التي يعانيها بالفعل، والتي تطلق عليها الأمم المتحدة مصطلح "الخسائر والأضرار".
مكافحة الاحتباس الحراري
وفي بداية مؤتمر المناخ الدولي المنعقد في شرم الشيخ، دعم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش هذه المطالب.
ومنذ الأحد الماضي، تناقش نحو 200 دولة كيفية تكثيف مكافحة الاحتباس الحراري خلال مؤتمر الأمم المتحدة، الذي يستمر أسبوعين.
وكانت السنوات الثماني الماضية هي الأكثر دفئًا منذ بدء تسجيلات الطقس.
ووفقًا للباحثين، يجب خفض الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ بنحو النصف بحلول عام 2030، وإلا فلن يكون من الممكن تحقيق الهدف الذي اتفق عليه بشكل مشترك في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، في باريس عام 2015، للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل العصر الصناعي.
ووفقًا لخطط حماية المناخ التي تقدمها الدول حاليًّا، قد ترتفع درجة الحرارة عن ذلك.