قال محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، د. أحمد الفهيد، إن التغيير الرقمي يهدد العديد من الوظائف؛ إذ حلّت الآلة محل البشر، في بعض الوظائف؛ لذا تشير الإحصاءات إلى أن 50% من الموظفين قد يخسرون وظائفهم إذا لم تتم إعادة تأهيلهم.
وأضاف خلال الجلسة الحوارية مع رئيس غرفة المنطقة الشرقية، بدر الرزيزاء، ضمن برنامج ملتقى التدريب في ظل التحوّل الرقمي الذي نظمته الغرفة، اليوم الأربعاء: «لذا ينبغي توفير التدريب المتخصص، الذي تحتاجه مختلف القطاعات في السعودية»، متابعا: «نعمل على مشاركة القطاع الخاص في التخصصات الفنية والمهنية، بالإضافة إلى المهارات الشخصية التي ينبغي التركيز عليها مثل مهارات الاتصال والالتزام، والانضباط، فضلا عن مهارات التفكير».
ووجَّه الفهيد منشآت التدريب الأهلية بالعمل على مثل هذه المهارات والبعد عن النمطية، معربًا عن تطلعه لأن يتم استقطاب العامل ليس لشهادته فقط، بل لمهارته أيضًا.
وأكد حرص المؤسسة العامة على تطوير الأداء، فالمؤسسة ـ حسب قوله ـ هي جهة مشرّعة ومراقبة ومنفذة في آن واحد، متابعًا: «لذا فنحن نعمل على متابعة تطوير حوكمة أعمالنا، وتم تشكيل اللجان لمراجعة العوائق والتحديات والاطلاع على مرئيات ذوي العلاقة بمن فيهم القطاع الخاص، الذي نعوّل عليه كثيراً، وحالياً نعمل على خصخصة 6 كليات بمشاركة القطاع الخاص».
وأكد الفهيد على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص موضحاً أكثر مليوني متدرب ومتدربة تم تدريبهم من خلال منشآت التدريب الأهلية خلال العام الماضي، ما يعني أن دوراً هاماً ينتظر القطاع الخاص في هذا المجال، فنحن نعمل ضمن التوجه العام للدولة وهو الشراكة مع القطاع الخاص.
وذكر المحافظ أن المؤسسة متواجدة منشآتها بكافة أنحاء المملكة في مبان مخصصة ومجهزة، ولديها 34 معهداً في الإصلاحيات، مشيرًا إلى وجود لجنة خاصة تنظر في الشهادات الاحترافية؛ إذ تم اعتماد 177 شهادة احترافية عالمية في العديد من المجالات الحيوية.
وأكد أن المؤسسة ماضية قُدمًا لإعادة حوكمة قطاع التدريب، ليحاكي التطوّرات العالمية، وذلك من خلال تطوير التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، والتوسع في المعاهد والكليات مع مراعاة الجودة في مخرجات التدريب؛ مؤكدًا الشراكة مع القطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى.
وذكر الفهيد أن العالم يشهد تطورات متلاحقة على الصعيد الرقمي، والمملكة ليست بمعزل عن هذه التطورات، مستطردا: حققت بلادنا إنجازات نوعية ووصلت إلى مراكز متقدمة على مستوى عالمي، لكن هذه الإنجازات تحتاج إلى استدامة، ورفدها بالمتابعة ولا يتم ذلك إلا بالمزيد من التدريب والتأهيل لبناء القدرات.
ولفت أن من اهم المقاومات التي ساهمت في تطور المملكة احراز التطور السريع في الوصول الى المراكز المتقدمة في المؤشرات العالمية لذلك وجود الرؤية ساعد بشكل كبير وكان تنفيذ الرؤية من خلال شباب وشابات الوطن يعملون من أجل المساهمة في بناء الوطن في كافات الهيئات والوزرات والمؤسسات والجهات بالشراكة مع القطاع الخاص والقطاعات الغير ربحية
وأشار أن المؤسسة عملت بالشراكة مع قطاعات الاعمال كافة على مواكبة التحول في جميع نماذج التدريب حيث تم اطلاق الكليات الرقمية للبنات في كل من الرياض وجدة والشرقية والتوسع في كليات الاتصالات والمعلومات و الاكاديميات والتوسع في مجالات الشركات الاستراتيجية بالاضافة الى افتتاح اكثر من 230 فرع للاكاديميات العالمية داخل منشآت التدريب الحكومية كما تعمل المؤسسة على تحقيق خطتها الاستراتيجية التي ضمن اولوياتها لدعم التحول الرقمي والتميز المؤسسي حيث يقدم مركز التدرب الالكتروني بالمؤسسة خدماته لـ 250 الف متدرب ومتدربة بالمنشآت التدريبية الحكومية ونشجع التدريب الاهلي وانتشاره ليخدم اقتصاد الوطن.
واختتم الفهيد حديثه الحواري بأن دعم الدولة اللا محدود للمؤسسة ساهم في الإنجازات التي تم تحقيقها، ومن أهمها وصول المؤسسة للمرتبة التاسعة عالمياً في مؤشر التدريب التقني والمهني، والعديد من الجوائز، منها مؤخراً حصول المؤسسة على جائزة أفضل مشروع تقني لعام 2022م، عن مشروع منصة السوق الإلكتروني منصة "منار".
