شدّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع على حرصه على نقطة التلاقي مع رئيس «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وعبر عن رفضه بشكل حاسم لانتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية تمامًا كما رفض أي تعاون أو تواصل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
وأوضح في حديث إعلامي اليوم الأربعاء أنه «لا القوات ولا غيرها يمكن أن يقودوا السُنّة، لا يقود السُنّة إلّا السُنّة»، مستنكرًا كلّ «الحملة القديمة الجديدة المتكرّرة دائمًا والشائعات» عن رغبته في لعب دور قيادي داخل المكوّن السنّيّ مع تأكيده أنّ الوطن لا يقوم إلا بجميع أبنائه.
رفض ترشيح «فرنجية»
"جعجع" قال «نحن بحاجة إلى رئيس قادر على إنقاذ الوضع وذي مواصفات معيّنة يأتي في طليعتها أن يكون رئيسًا للجمهورية لا رئيسًا عند الجمهورية الأخرى، أي الدويلة، وأن يكون رئيسًا إصلاحيًا بامتياز يخوض عملية الإنقاذ ويقدر على التعاطي مع صندوق النقد الدولي والشروط التي وضعها بدءاً من وقف التهريب وصولًا إلى خفض عدد الموظّفين في الدولة».
ولفت إلى أنه يتحرّك في الاستحقاق الرئاسي انطلاقًا من ثابتتين، الأولى رفض التصويت لسليمان فرنجية، والثانية رفض استنساخ اتفاق كاتفاق معراب مع التيار الوطني الحر، وقال: «لن نقبل بسليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية تحت أيّ ظرف، الأمر ليس شخصيًا، فهو ابن ضيعة قريبة منّا، ونحن متجاورون وأبناء منطقة واحدة، لكنّه في السياسة يتموضع في المقلب الآخر ويصرّح بذلك بشكل واضح، خطّه غير خطّنا، ولن ننتقل من كوكب إلى كوكب آخر».
لا عودة لـ«اتفاق معراب»
رئيس حزب «القوات» أضاف: «نقاط الاختلاف بيننا وبين جبران باسيل كبيرة جدّاً جدّاً والهوّة الموجودة بيننا تحتاج إلى الكثير كي يتمّ ردمها، نختلف على كلّ شيء، على النظرة إلى لبنان وطريقة ممارسة التحالفات، وعلى الاستراتيجيات، من الآخِر أُطمئن، فالعودة إلى اتفاق كـ(معراب) المتعلّق بالانتخابات الرئاسية هي احتمال غير موجود على الإطلاق، هذا الطرح غير وارد، فهناك الكثير من نقاط الاختلاف والخلاف معهم».
ورفض جعجع تعميم مقولة تحفّظ المسيحيين على «اتفاق الطائف» بمعادلة «نعم.. ولكن»، وقال: «من لديه أفضل من الطائف فليطرحه، منذ 15 سنة حتى الآن كلّما طُرح موضوع الطائف كنت على الرأي نفسه والدقّة نفسها، وعندما يقول البعض نريد تعديل أو تغيير الاتفاق أسأله ماذا تريد أن تعدّل؟ إن كان لدى أحد شيء أفضل فليطرحه ليُبنى عليه، ولكن إن لم يكن هناك شيء فحرام وألف حرام أن نفكّر في (خربطة) الموجود لصالح شيء غير موجود».
وفنّد موقفه قائلًا: «إن كان هناك من ثغرات في الطائف فعلينا العمل على سدّها باستكمال تنفيذها، وأمّا التفكير في تعديل الاتفاق فهذا أمرٌ آخر».
رئيس ينقذ لبنان
وأوضح "جعجع" أن وليد جنبلاط لا يعتبر أنّ ميشال معوّض مرشّح تحدٍّ لأحد، فهو مثلهم يراه رئيسًا لإنقاذ لبنان، وأضاف: علينا أن نقرن التوصيفات بالأشخاص، فهو قال «ليس منّا من يريد رئيس تحدٍّ»، بمعنى أن يتحدّى أيّ طرف، المشكلة أنّ الفريق الآخر يأخذ كلمة من إطار بكامله ويبني عليها أوهامًا وأحلامًا، لا أحد يريد التحدّي ولا غير التحدّي، بل نريد رئيسًا قادرًا على القيام بعملية الإنقاذ، فما وصل إليه البلد يحتاج إلى عملية إنقاذ.
رئيس «القوات اللبنانية» وصف ما قيل في الإعلام عن ترشيحه لقائد الجيش بـ«غير الدقيق»، وقال: «سُئلت: إن حصل إجماع على العماد جوزف عون فماذا تقول؟ تحدّثت في مطالعة طويلة عريضة وانتهيت إلى القول: إن حصل إجماع على جوزف عون أوافق، فكتبوا أنّ القوات ترشّح عون، وهذا غير صحيح، إذ لدينا مرشّح اسمه ميشال معوّض، وغدًا إن اتفقت المعارضة السيادية على معوّض أو غيره فلن يكون لدينا مانع لأنّ هذه أولويّاتنا وإن أقفلت كلّ الأبواب وأتى العالم كلّه وقرّروا السير بجوزف عون فلن يكون لدينا "فيتو" عليه، لكن أن نقول، إنّ القوات ترشّحه فهذا الأمر غير دقيق».