تلعب الفعاليات دورا هاما في صناعة «الصورة الذهنية» للدول بشكل عام والمدن بشكل خاص، فلكل مدينة في هذا العالم صورة ذهنية نمطية صنعتها بفعاليتها التي عادة ما تكون مستوحاة من تاريخها، أو مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بثقافتها، وإرثها التراثي، ما يسهم بدوره في «التسويق» لها عالميا، وإنعاشها سياحيا واقتصاديا.
عشرات المدن العالمية فرضت نفسها سياحيا واقتصاديا، بفعاليتها الجاذبة، والتي استخدمتها بذكاء تسويقي للمدينة وتراثها، وحضارتها وثقافتها بمختلف المجالات.
وفي الوقت الذي تسعى فيه جميع المدن حول العالم لتسويق نفسها، بوضع صورة ذهنية وعلامة وطنية لها لتعزيز مكانتها بين الدول، وتعزيز قوتها الاقتصادية والسياحية وقدرتها على التأثير فإن لجانب الفعاليات الترفيهية، والرياضية والفنية، واستغلال طقسها وبعدها الجغرافي، دورا كبيرا في الترويج، خاصة مع تطعيمها بالإرث الثقافي والتاريخي للمدينة، للترويج أيضا عن عاداتها وتقاليدها وصناعاتها ومواردها الطبيعية ومنتجاتها ما يسهم بدوره في التنمية والازدهار.
وفي ظل هذا «الماراثون» والتنافس العالمي، في «التسويق للمدن» سجلت مدن سعودية، أرقاما قياسية، سياحيا، إذ أحصت العاصمة السعودية الرياض في موسمها الأول أكثر من ١٠ ملايين زائر، بعد إطلاق فعاليتها عام ٢٠١٩ بهدف تحويلها إلى وجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفقا لأهداف برنامج جودة الحياة أحد برامج الرؤية السعودية الطموحة ٢٠٣٠، واستمر في استقطاب الزوار من كافة دول العالم حتى موسمه الحالي، أيضا مدينة العلا السعودية التي تم تسليط الأضواء عليها كإحدى الوجهات السياحية الجديدة عالميا بفعاليتها التي تركز عليها كمدينة تاريخية.
ومن ضمن مسيرة مملكتنا الحبيبة في التسويق لمدنها، عملت على استغلال نقاط القوة لكل مدينه، واستغلال مواردها وتاريخها، كاستغلال تاريخ الأحساء وتراثها وثقافتها، إذ تعد أحد أبرز الوجهات السياحية في المملكة ومن أهم مواقعها المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو لما تزخر به من معالم أثرية وكنوز تراثية، كما يملك زوار الأحساء الكثير من الخيارات فهي موطن الينابيع الساخنة والباردة، والمساجد التاريخية، والمناظر البانورامية الشاملة، إلا أنه لا يزال هناك احتياج كبير لصناعة وإطلاق فعاليات تخصصية تزيد من الجاذبية السياحية مهما كان حجم الفعالية الأهم ذلك التخصص والمحتوى مثل الفعاليات الخاصة بالمواسم الزراعية التي تعد مناسبات كبرى لدى أهل الأحساء كموسم الصرام واللومي والمسرح وبرامج الثقافة والفنون واستثمار المواقع الأثرية ببرامج متنوعة تناسب الفئات المستهدفة. إذ تعد الأحساء ذات موقع بارز على خريطة المملكة وبوابة الخليج وتملك مدنا وقرى وبحرا وبرا ونخيلا لها مزاياها المؤهلة للتجارب المليئة بالإثارة والبهجة التي تثري الزوار بخبرات فريدة من نوعها.
رؤية المملكة الطموحة ٢٠٣٠ تشجع هذا الذكاء التسويقي لمدنها، وذلك بالترويج لتاريخ وحضارة المدن السعودية، إذ أكدت الرؤية الطموحة على العمل لإحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على إرثنا العريق.
تويتر
qasimtv